كتبت- أسماء مرسي:
10:30 م
16/10/2025
حذر الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، من تزايد حالات الوفاة المفاجئة بين الشباب، مشيرا إلى أهمية الوعي بخطورة الجلطات وعوامل الإصابة الصامتة التي لا تظهر أعراضها إلا بعد فوات الأوان.
وخلال تقديمه برنامج “قلبك مع جمال شعبان” على قناة “الشمس”، أوضح أن خاصية التجلط في الأساس وظيفة فسيولوجية طبيعية ومهمة، وليست مشكلة صحية بحد ذاتها، إذ تعمل على وقف النزيف عند حدوث إصابات أو جروح.
وأشار إلى أن الجسم يحتوي على توازن دقيق بين عوامل التجلط ومواد مضادة للتجلط، بالإضافة إلى وظيفة جدار الأوعية الدموية الذي يمنع التصاق الصفائح الدموية ويحافظ على سلاسة تدفق الدم.
الجلطات.. مخاطر حسب الموقع
وحول خطورة الجلطات، لفت “شعبان” إلى أن مكان حدوث الجلطة هو ما يحدد درجة خطورتها:
جلطة القلب: تحدث نتيجة انسداد في الشرايين التاجية، وتؤدي إلى سكتة قلبية وموت مفاجئ.
جلطة المخ: تنتج عن انسداد في أحد شرايين المخ، ما يسبب فقدانا دائما لبعض الوظائف العصبية.
جلطة الرئة: تحدث عند انسداد الشريان الرئوي، وتعد من الحالات الطارئة التي قد تهدد الحياة.
وأضاف أن أي تلف يصيب خلايا عضلة القلب بسبب انسداد الشريان التاجي يصعب تعويضه لاحقا.
علامات خفية وصامتة
وأوضح “عميد معهد القلب السابق” أن جلطات القلب تسبقها علامات صامتة وخفية، تُعرف في الطب الحديث باسم “القتلة الصامتين”، وأبرزها:
ارتفاع الكوليسترول واضطرابات الدهون تؤدي إلى تراكم الترسيبات في الشرايين، وتزيد من خطر الجلطات القلبية والمخية.
السكري من النوع الثاني يُوصف بـ”الخادع”، إذ يبقى المريض لسنوات يعاني من ارتفاع السكر دون أن يشعر، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة عند اكتشافه متأخرا.
أهمية الكشف المبكر
وشدد “شعبان” على أن الانتظار حتى ظهور أعراض مثل الذبحة الصدرية، النهجان، الخفقان أو الإغماء المفاجئ، يشير إلى أن الحالة تطورت بشكل متأخر، ما يُصعب التدخل العلاجي.
ونصح باتباع توصيات المنظمات الصحية الدولية، وأبرزها:
تحليل الكوليسترول: يشمل قياس مستوى الدهون الضارة (LDL)، حتى مع غياب الأعراض.
تحليل السكر الكامل، الذي يشمل السكر الصائم والفاطر، بالإضافة إلى التحليل التراكمي (HbA1c)، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع السكري.
ولفت إلى أن أعراضا مثل جفاف الفم، العطش الزائد، فقدان الوزن أو كثرة التبول، مؤشرات متأخرة لارتفاع السكر في الدم.
نصح الطبيب بضرورة تعزيز الوعي بأهمية الفحص الدوري والكشف المبكر، مضيفا أن الوقاية هي السبيل الوحيد لتقليل مخاطر الجلطات، خاصة بين فئة الشباب التي باتت أكثر عرضة للوفاة المفاجئة.