كتب : أحمد الضبع
05:00 م
09/10/2025
بعد سنوات من الغياب عن المشهد العام إثر حملة حكومية طالت قطاع التكنولوجيا في الصين، عاد الملياردير الشهير “جاك ما” مؤسس مجموعة “علي بابا” إلى الساحة من جديد، في محاولة لإعادة أمجاده السابقة وإحياء إمبراطوريته التجارية العملاقة، بحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبرج”.
العودة المفاجئة للرجل الذي كان يومًا أغنى رجال الصين، جاءت في وقت حساس تشهد فيه البلاد سباقًا محمومًا نحو الذكاء الاصطناعي ونظامًا اقتصاديًا أكثر انضباطًا من ذي قبل.
وبعد أن ظلّ بعيدًا عن الأضواء منذ عام 2020 حين هاجم النظام المصرفي الصيني في خطاب شهير، ظهر “ما” مجددًا داخل مقرات “علي بابا”، وبدأ يتدخل مباشرة في القرارات الكبرى، وخاصة في ملفات الذكاء الاصطناعي والحرب التكنولوجية ضد منافسيه “JD” و”ميتوان”.
ونقل التقرير عن مصادر داخل الشركة أن “جاك ما” البالغ من العمر 61 عامًا أصبح أكثر حضورًا وتأثيرًا منذ استقالته من منصبه الرسمي عام 2019، حيث يتابع بنفسه تفاصيل الإنفاق الضخم الذي يصل إلى 50 مليار يوان (نحو 7 مليارات دولار) لمواجهة المنافسين، ويطلب تقارير ميدانية شبه يومية حول مشروعات الذكاء الاصطناعي.
ورغم أن “علي بابا” لم تؤكد رسميًا عودة مؤسسها إلى موقع القيادة، فإن ظهوره المتكرر في المكاتب ولقاءاته مع الموظفين كان كفيلًا بإعادة روح الحماسة القديمة، خاصة بعد سنوات من التراجع وفقدان الشركة ما يقرب من 700 مليار دولار من قيمتها السوقية.
ويصف خبراء عودة “ما” بأنها “رمز لنهاية زمن القمع التكنولوجي”، إذ يرى البعض أن المصافحة التي جمعته بالرئيس الصيني شي جين بينغ مطلع العام الجاري كانت بمثابة “غصن زيتون” رسمي، ورسالة بأن الحكومة لم تعد تعتبره تهديدًا.
وقال “لي تشينغ دونغ”، رئيس مركز أبحاث الإنترنت في بكين، إن “عودة الزعيم الكبير تعني أن الخطر زال، وأن روح المنافسة القديمة في (علي بابا) تعود من جديد”، مضيفًا أن “جاك ما هو رمز الشركة ووجهها الإعلامي الأقوى”.
ومع ذلك، فإن طريق العودة ليس سهلاً؛ فالسوق الصينية تغيرت كثيرًا. فبعد أن كانت “علي بابا” تسيطر على 85% من التجارة الإلكترونية، تواجه اليوم منافسة شرسة في قطاعات توصيل الطعام والبقالة والإلكترونيات، حيث تشير بيانات “جولدمان ساكس” إلى أن حصتها في سوق توصيل الطعام تراجعت إلى 43% مقابل 47% لمنافستها “ميتوان”.
وفي محاولة لاستعادة الهيمنة، دفع “ما” شركته إلى إنفاق مليارات اليوانات في دعم الأسعار لجذب المستخدمين، وهي خطوة قد تضعه مجددًا تحت رقابة السلطات التي حذّرت مؤخرًا من “الحروب السعرية الخبيثة”.
وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان أزمة 2020، حين وجّه “ما” انتقادات حادة للنظام المالي الصيني واصفًا البنوك بـ”محلات الرهن”، ما تسبب في غضب السلطات التي سارعت حينها إلى تجميد طرح شركة “آنت جروب” التابعة لـ”علي بابا” في البورصة، وأطلقت حملة شاملة للسيطرة على قطاع التكنولوجيا.
وخلال تلك الفترة عاش “ما” شبه منفى اختياري بين طوكيو وهونغ كونغ، مبتعدًا تمامًا عن الأضواء. لكن عودته في ديسمبر الماضي لإلقاء خطاب في مقر “آنت جروب” أثارت دموع بعض الموظفين القدامى الذين رأوا فيها “بداية نهاية الأزمة”.
وفي زيارة لمقر الشركة السحابية في أبريل الماضي، وقف “ما” أمام جدران مغطاة برسائل مؤثرة كتبها الموظفون الذين صمدوا خلال سنوات الأزمة، وقال في كلمته: “التكنولوجيا ليست غزوًا للنجوم والمحيطات، بل حفاظ على الشرارة التي بداخلنا جميعًا”، مشددًا على أهمية تطوير الرقائق المحلية ونماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة.
ويعوّل “جاك ما” في عودته على فريقه القديم، وفي مقدمته “إيدي وو” و”جو تساي”، اللذان يقودان الشركة حاليًا، إضافة إلى “جيانغ فان”، الذي كُلّف بإدارة نشاط التجارة الإلكترونية الجديد الممتد من سنغافورة حتى إسطنبول.
وبحسب خبراء، فإن الشركة دخلت “مرحلة حصاد جديدة” بعد إعادة هيكلة أعمالها والتركيز على مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، إذ أعلنت عن استثمار 380 مليار يوان في هذا المجال خلال ثلاث سنوات، ونجحت بالفعل في تحقيق قفزة بنسبة 26% في إيراداتها السحابية.
ورغم أن “ما” لا يحمل أي منصب رسمي داخل الشركة، إلا أنه أصبح يتنقل داخل المقر مرتديًا بطاقة تعريف الموظفين، في إشارة رمزية إلى أنه “عاد إلى الميدان”، بحسب موظفين وصفوا ذلك بأنه “أقوى من أي إعلان رسمي”.
وفي تصريحات قديمة له قال “جاك ما”: “تقاعدي لا يعني أنني تركت علي بابا. إذا نادتني الشركة يومًا، فسأكون هناك”.
لماذا عليك وضع كرة تنس في حقيبتك على متن الطائرة؟
خطفت الأنظار.. 3 صور ومعلومات عن إطلالة هاجر الشرنوبي
5 فيتامينات ضرورية للمرأة بعد الأربعين.. تعرفي عليها
مشروبات طبيعية قد تقي من تراكم الدهون في الكبد.. تعرف عليها
أعراض تنذر بنقص فيتامين ب 12 في الجسم.. لا تتوقعها