كتب – محمود عبده :



04:00 ص


22/10/2025


في زمن تسارعت فيه وتيرة الحياة اليومية، بات الإجهاد النفسي أحد أبرز التحديات التي تواجه الأفراد، لا سيما النساء.

ورغم ارتباط التوتر غالبًا بالقلق والاكتئاب، إلا أن آثاره العميقة على الصحة الجسدية – خصوصًا الصحة الإنجابية – لا تحظى بالاهتمام الكافي.

وبحسب موقع Mayo Clinic، فإن التوتر المزمن لا يؤثر فقط على المزاج والحالة النفسية، بل يمتد إلى تعطيل التوازن الهرموني في الجسم، ما قد ينعكس مباشرة على القدرة الإنجابية وفرص الحمل.

كيف يؤثر الإجهاد على خصوبة المرأة؟

عند التعرض المستمر للإجهاد، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، التي تُدخل الجسم في حالة “القتال أو الهروب”.

ومع مرور الوقت، تؤدي هذه الحالة إلى اختلال التوازن الهرموني، مما يسبب اضطرابات في الدورة الشهرية، قد تشمل تأخرها، عدم انتظامها، أو حتى غيابها التام.

كما يساهم الإجهاد في تفاقم أعراض ما قبل الحيض ومتلازمة ما قبل الطمث الشديدة “PMDD”، نتيجة تفاقم التقلبات الهرمونية وزيادة التحسس لها.

عوائق على طريق الحمل

يلعب التوتر دورًا في تعطيل عملية الإباضة، ويقلّل من إنتاج هرموني الاستروجين والبروجسترون الضروريين لدورة إباضة طبيعية.

بالإضافة إلى ذلك، يتسبب الإجهاد بانخفاض الرغبة الجنسية، ما يضيف مزيدًا من التحديات أمام محاولات الحمل.

ولدى النساء المصابات بأمراض مزمنة مثل بطانة الرحم المهاجرة أو آلام الحوض المزمنة، يضاعف التوتر مستويات الالتهاب والألم، مما يخلق دائرة مغلقة من الألم والإجهاد.

متلازمة المبيض

تعد متلازمة المبيض متعدد الكيسات واحدة من أكثر الحالات الهرمونية شيوعًا لدى النساء، ويؤدي التوتر إلى تفاقم أعراضها من خلال تعزيز مقاومة الأنسولين، ما يزيد من مشاكل مثل زيادة الوزن، حب الشباب، وعدم انتظام الدورة الشهرية.

كيف يمكن كسر حلقة الإجهاد وتأثيراته؟

توصي الأبحاث باتباع مجموعة من الأساليب الطبيعية لإدارة التوتر، أبرزها:

-ممارسة التأمل واليوغا وتمارين التنفس العميق

-الانتظام في النشاط البدني

-اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة والبروتين

-الحصول على قسط كافٍ من النوم يتراوح بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا

كما تشدد التوصيات على أهمية الرعاية الذاتية وطلب الدعم النفسي عند الحاجة، لأن تعزيز الصحة النفسية هو مفتاح تحسين التوازن الهرموني، ودعم الصحة الإنجابية على المدى الطويل.

شاركها.