كتبت- نرمين ضيف الله:
07:30 م
23/10/2025
في إطار شهر التوعية بسرطان الثدي، أطلق مجموعة من طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM) من مختلف محافظات الجمهورية، ومن بينهم طلاب STEM السادات بمحافظة المنوفية، مبادرة علمية وإنسانية بعنوان “لا تلمس ذراعي”، تحت رعاية مسابقة ISEF، التي تحتضن أفكارًا مبتكرة يقدمها شباب موهوبون من مختلف أنحاء مصر.
تهدف المبادرة إلى التوعية بأهمية الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، وتقديم وسائل ملموسة لدعم المصابات، من خلال تطوير أساور تعريفية توعوية يتم توزيعها على أقسام الأورام والمصابات داخل المستشفيات.
وتواصل مصراوي مع أحد الطلاب القائمين على المشروع الخاص بمكافحة سرطان الثدي للتعرف على فكرتهم وأهدافهم.
وقالت ملك ماهر، إحدى الطالبات المشاركات في المبادرة، إن الهدف هو نشر الوعي ومساعدة المصابين على مكافحة سرطان الثدي، إلى جانب تعزيز ثقافة الكشف المبكر والتعامل السليم مع المرضى.
ومن خلال حديثي مع الطالبة، أوضحت أن الفكرة بدأت من رغبة صادقة لدى هؤلاء الشباب في تقديم شيء مختلف، فقرروا خوض معركة إنسانية ضد السرطان، ليس فقط من خلال الاختراعات أو المشاريع العلمية، بل أيضًا عبر التوعية المجتمعية والثقافية.
الأساور.. رسالة صامتة تحمي المريض وتوعي المجتمع
تحمل الأساور هدفًا مزدوجًا، فهي من جهة أداة توعوية للمجتمع تحمل رسالة واضحة:
“لو شفت حد لابس الإسورة في المواصلات، ما تلمسش ذراعه.”
ذلك لأن العديد من مريضات سرطان الثدي يخضعن لعمليات استئصال الغدد اللمفاوية، ما يجعل الذراع المعالجة أكثر حساسية، وأي لمس أو ضغط أو حقن في هذه الذراع قد يؤدي إلى تورم دائم أو مضاعفات صحية خطيرة.
ومن جهة أخرى، تعد الأساور وسيلة للتواصل غير المباشر مع الطواقم الطبية في حالات الطوارئ، لتجنب التعامل الخاطئ مع الذراع المتأثرة، خاصة في حال غياب الملف الطبي أو تعذر التواصل المباشر مع المريضة.
ليست زينة.. بل حماية صامتة
يشدد القائمون على المبادرة على أن ارتداء الإسورة ليس لغرض شكلي أو استعراضي، بل هو وسيلة حماية للمريضات.
فهي تُرتدى على الذراع التي أُزيلت منها الغدد اللمفاوية، لتكون بمثابة تحذير للطبيب أو المسعف بعدم استخدام هذه الذراع للحقن أو القياس، حفاظًا على صحة المريضة.
شعار المبادرة: “لا تلمس ذراعي”
ينطلق المشروع تحت شعار إنساني يحمل في طياته الكثير من الوعي والرحمة:
“لا تلمس ذراعي”… لأن الأمر ليس مجرد لمس، بل خطر محتمل على صحتي.
يأمل شباب المستقبل أن تسهم هذه الفكرة في نشر ثقافة التعامل السليم مع مريضات سرطان الثدي، وأن تلهم مؤسسات أخرى لتبني مبادرات مشابهة تعزز من الوعي، والرحمة، والدعم النفسي والصحي للمصابات.
وفي ختام الحوار، أوضحت ملك ماهر، الطالبة بمدرسة الثانوية بنات المتطورة بمحافظة المنوفية – مركز قويسنا، أنهم يعملون حاليًا على تطوير مشروعهم للتأهل إلى المرحلة العالمية (Global)، مشيرة إلى أن المشروع ما زال في المرحلة التمهيدية ويحتاج إلى راعٍ يوفر الدعم المالي والعلمي للمساعدة في تأهيله للمنافسة الدولية.