06:40 م
الإثنين 21 يوليه 2025
كتبت- أسماء مرسي:
“بحكم عملي، كنت دائما أبحث عن أفكار تخدم المجتمع”، هكذا بدأ الدكتور إيهاب الشربيني، مدير عام استشاري بجامعة المنصورة، حديثه عن فكرته “الميكروباص الوردي” المخصص للبنات فقط، والذي تقوده سيدة أيضا.
نشأة الفكرة
كشف صاحب فكرة “الميكروباص الوردي”، البالغ من العمر 55 عاما، لـ”مصراوي” أن جذور هذه المبادرة تعود إلى عام 2010.
وأوضح أن الإلهام وراء تخصيص ميكروباصات للنساء جاء نتيجة ملاحظاته الشخصية لمعاناة الركاب، خاصة السيدات، داخل الميكروباصات المزدحمة ، وكان الهدف الأساسي هو حماية النساء من التحرش.
يقول: “عندما رأيت الطريقة التي يركب بها الناس الميكروباصات، وخاصة الضيق الشديد داخلها، شعرت بمعاناة الجميع، وأنا شخصيا عانيت منها، هنا، تكونت فكرة وجود ميكروباص مخصص للبنات فقط”.
ورغم محاولاته لطرح الفكرة على الصحف القومية في ذلك الوقت، إلا أنها لم تلق صدى إلا في الوقت الحالي، لتتحقق رؤيته بعد سنوات من الانتظار.
لماذا الوردي؟
لم يكن اختيار اللون الوردي لمشروع الميكروباص المخصص للسيدات عشوائيا، كما أوضح صاحب الفكرة، قائلا: “الوردي هو اللون الأكثر تعبيرا عن الأنوثة”.
وأشار إلى أن دولة الإمارات لها تجربة سابقة ناجحة في استخدام اللون الوردي لسيارات الأجرة المخصصة للسيدات.
الذكاء الاصطناعي يدعم المبادرة
لضمان نجاح مبادرة “الميكروباص الوردي” وتطويرها، أكد “الشربيني” على أهمية دمج التكنولوجيا الحديثة في مشروعه.
تضمنت هذه الخطوة استخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم مواد ترويجية جذابة، مثل الصور ومقاطع الفيديو، للمبادرة.
وكجزء من عملية التخطيط، استشار “الشربيني” الذكاء الاصطناعي لتقييم جدوى المبادرة، وعن هذه التجربة، أوضح أن “الذكاء الاصطناعي شجع الفكرة بشكل كبير وقدم لي العديد من المقترحات”.
تباين ردود الفعل حول الفكرة
عندما طُرحت المبادرة لأول مرة، كانت استجابة النساء “مشجعة للغاية، كما لو كن ينتظرن هذه الفكرة”، وفقا لما قاله الدكتور.
أما ردود فعل الرجال فكانت متباينة: “أيد بعض الرجال الذين لديهم بنات في الجامعة أو في سن العمل الفكرة بشدة، بينما سخر منها آخرون، ممن لا يفهمون معاناة النساء، بشكل غير لائق”.
نقل عام مبتكر.. “الميكروباص الوردي” يكسر القوالب النمطية
يرى “مدير عام استشاري بجامعة المنصورة” أن الميكروباص الوردي سيُحدث تحولا كبيرا في نظرة المجتمع إلى النقل العام في مصر.
وأضاف أن هذا المشروع يأتي في وقت تشهد فيه مصر طفرة هائلة في تطوير منظومة النقل، مع إطلاق مشاريع عملاقة مثل قطارات المونوريل، والقطارات الكهربائية عالية السرعة، وحافلات النقل الحديثة، كما أنه إضافة مميزة وفريدة لهذا النظام المتطور، تسهم في تعزيز صورته الإيجابية.
تحديات غياب الدعم المؤسسي
يواجه صاحب فكرة الميكروباص الوردي تحديا رئيسيا في مبادرته يتمثل في الافتقار إلى الدعم المؤسسي.
وأعرب عن دهشته لعدم تواصل أي جهة لتقديم الدعم لفكرته حتى الآن، معلقا: هل ستحظى هذه المبادرة الفريدة بالدعم اللازم لتحقيق رؤيتها وتوفير بيئة نقل أكثر أمانا وراحة للنساء؟
طموحات مستقبلية.. من فكرة إلى واقع ملموس
يتطلع “الشربيني” إلى تطوير مبادرة “الميكروباص الوردي” لتوفير وسيلة مواصلات آمنة ومريحة للنساء في مصر، تبدأ المبادرة بميكروباصات عادية ذات لون مميز مخصص للبنات في جميع أنحاء الجمهورية، لتتطور لاحقا إلى ميكروباص بمواصفات خاصة مكيف، وواي فاي، وخدمات مريحة، وإن كان ذلك بسعر أعلى.