12:00 م


الأحد 27 يوليو 2025

عندما تكذب، لا تتأثر علاقاتك الاجتماعية فحسب، بل يحدث لعقلك أيضًا بعض التغييرات المثيرة للاهتمام، خاصة على المدى الطويل:

زيادة النشاط في مناطق معينة من الدماغ

عندما تكذب، لا تقتصر العملية على قول شيء غير صحيح فحسب، بل تتطلب من دماغك جهدًا إضافيًا. هذا الجهد ينعكس في زيادة النشاط في مناطق معينة، وفقًا لما ورد عبر صحيفتي nature، و medicalxpress.

القشرة الجبهية الأمامية (Prefrontal Cortex)

هذه المنطقة مسؤولة عن وظائف التحكم التنفيذية مثل التخطيط، حل المشكلات، وصنع القرار. عند الكذب، تحتاج إلى منع الحقيقة، وتكوين كذبة متماسكة، وتذكر تفاصيلها حتى لا تتناقض معها لاحقًا. هذا يتطلب طاقة معرفية كبيرة.

القشرة الجدارية (Parietal Cortex)

تشارك هذه المنطقة أيضًا في عمليات التحكم المعرفي ومعالجة المعلومات.

القطب الصدغي الأيمن والقشرة الصدغية العليا (Right Temporal Pole and Superior Temporal Cortex): هذه المناطق مرتبطة بتقييم السياق الاجتماعي، وهو أمر مهم عند محاولة جعل الكذبة تبدو مقنعة.

تبلد الاستجابة العاطفية (نزول المنحدر الزلق)

هذه هي النقطة الأكثر إثارة للاهتمام والأكثر “عدم تصديقًا” للبعض

اللوزة الدماغية (Amygdala)

هذه المنطقة في الدماغ هي مركز معالجة العواطف، وتحديداً مشاعر الخوف والقلق والذنب، عندما تكذب لأول مرة، خاصة إذا كانت الكذبة تخدم مصلحتك، تُظهر اللوزة الدماغية نشاطًا عاليًا، مما يشير إلى شعور بالتوتر أو عدم الارتياح.

التكيف والتخدير

مع كل كذبة متتالية، تظهر الدراسات أن نشاط اللوزة الدماغية يقل تدريجياً. هذا يعني أن دماغك يصبح “أقل حساسية” للمشاعر السلبية المرتبطة بالكذب. بعبارة أخرى، يصبح شعورك بالذنب أو عدم الارتياح أقل مع تكرار الكذب.

المنحدر الزلق

هذا التبلد في الاستجابة العاطفية هو ما يفسر “المنحدر الزلق” للكذب. عندما يصبح الكذب أقل إثارة للقلق عاطفياً، يصبح من الأسهل على الشخص أن يكذب مرة أخرى، وأن يزيد حجم أكاذيبه. الأكاذيب الصغيرة يمكن أن تتصاعد لتصبح أكاذيب أكبر وأكثر ضررًا بمرور الوقت.

إجهاد الدماغ وزيادة التوتر

ضغط معرفي

الكذب يضع الدماغ في حالة تأهب قصوى، حيث يحاول الحفاظ على القصة الوهمية مع قمع الحقيقة. هذا الضغط المعرفي المستمر يمكن أن يكون مرهقًا على المدى الطويل.

هرمونات التوتر

قد يؤدي الكذب إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، خاصة في البداية. الكذب المزمن يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والقلق.

التأثير على الذاكرة

بينما يحاول الدماغ الحفاظ على تفاصيل الكذبة، قد يؤدي ذلك إلى تداخل مع الذاكرة الحقيقية، مما يجعل من الصعب أحيانًا تذكر الحقيقة مقابل الكذب.

تغيير في بنية الدماغ (الكذب المزمن)

في حالات الكذب المزمن (الكذب المرضي)، قد تحدث تغيرات أعمق في الدماغ. بعض الأبحاث تشير إلى أن أدمغة الأشخاص الذين يكذبون بشكل مزمن قد تظهر اختلافات هيكلية أو وظيفية، مما يجعلهم أكثر “مهارة” في الكذب وأقل تأثراً بالعواقب العاطفية.

الكذب ليس مجرد فعل خارجي؛ إنه يغير كيمياء دماغك، ويقلل من استجابتك العاطفية للمشاعر السلبية المرتبطة به، مما يسهل عليك الاستمرار في الكذب وتضخيمه. لذلك، فإن الصدق لا يتعلق فقط بالأخلاق، بل بصحة دماغك أيضًا.

اقرأ أيضا:

5 أطعمة شائعة تفسد رشاقتك ليلا.. ابتعد عنها قبل النوم

من مطبخك.. 6 وتوابل بسيطة تذيب الدهون وتحميك من السرطان

تنقي رئتيك.. 6 مشروبات تحارب آثار التلوث على الجسم

لماذا تشعر أن أحدا يراقبك وأنت جالس بمفردك؟ السبب مفاجأة

6 أخطاء في الإفطار تسرق طاقتك من أول ساعة.. احذرها

شاركها.