01:00 م


السبت 05 يوليه 2025

كتب – سيد متولي

يحتل سرطان المريء المرتبة العاشرة بين أكثر أنواع السرطان شيوعًا في جميع أنحاء العالم ويظل أكثرها فتكًا بسبب تطوره الخفي وانخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة، وغالبًا ما لا يتم اكتشافه حتى يصل إلى مراحل متقدمة، ويؤثر هذا السرطان على المريء، وهو الأنبوب العضلي الذي يربط الحلق بالمعدة.

ويكمن أحد التحديات الأساسية في ظهوره المبكر، تكون الأعراض إما ضئيلة أو يتم تفسيرها على أنها مشاكل هضمية شائعة، ما يسمح للمرض بالتطور دون أن يلاحظه أحد، وفقًا لعيادة كليفلاند، لا يسبب سرطان المريء في المرحلة المبكرة عادةً أعراضًا كبيرة، ما يؤدي إلى تأخير التشخيص وتقليل خيارات العلاج.

وأبرزت دراسة نُشرت في عام 2017 أن ما يقرب من 90 في المائة من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بهذا السرطان لا يعيشون لأكثر من عقد من الزمان، ما يؤكد على الحاجة إلى زيادة الوعي والكشف المبكر.

أصبحت العلاقة بين الارتجاع الحمضي المزمن، أو مرض الارتجاع المعدي المريئي، وسرطان المريء أكثر وضوحًا، وبينما تسلط الأبحاث الجارية الضوء على علامات التحذير الدقيقة، يؤكد الخبراء الطبيون على أهمية عدم تجاهل أعراض الجهاز الهضمي المتكررة.

ما هو سرطان المريء؟

ينشأ سرطان المريء في البطانة الداخلية للمريء، وهناك نوعان رئيسيان: سرطان غدي، وهو أكثر شيوعًا في الدول الغربية ويرتبط عادةً بارتجاع المريء المزمن والسمنة، وسرطان الخلايا الحرشفية، وهو أكثر انتشارًا عالميًا ويرتبط غالبًا بالتدخين وتعاطي الكحول، بحسب timesofindia.

يؤثر كلا النوعين على قدرة المريء على نقل الطعام والسوائل من الحلق إلى المعدة، يميل السرطان إلى التطور ببطء، لكنه يتطور بسرعة بمجرد ظهور الأعراض، غالبًا ما يكون المرض قد انتشر إلى الأنسجة أو الأعضاء المجاورة عند تشخيصه.

دور الارتجاع الحمضي المزمن في تطور السرطان

يحدث مرض الارتجاع المعدي المريئي عندما يتدفق حمض المعدة إلى المريء، ما يهيّج بطانته، وبينما يعاني الكثير من الأفراد من ارتجاع حمضي عرضي، قد تشير الأعراض المستمرة إلى ارتجاع حمضي مزمن.

وتشير عيادة كليفلاند إلى أن التعرض طويل الأمد لحمض المعدة يمكن أن يؤدي إلى التهاب وتلف خلوي، وفي النهاية إلى حالة تسمى مريء باريت.

يتميز مريء باريت بتغيرات غير طبيعية في بطانة المريء، ويعتبر مقدمة لسرطان المريء الغدي.

ولفتت الدكتورة ويندي لوبريت، خبيرة أمراض الجهاز الهضمي، الانتباه إلى أعراض ارتجاع المريء الخفية، والتي غالبًا ما يتم إغفالها، والتي قد تشير إلى مشكلة أعمق، وأوضحت أنه على الرغم من شيوع حرقة المعدة، إلا أن هذا العرض لا يلاحظ لدى جميع المصابين بالارتجاع المريئي، قد لا يعاني ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة مصابين بالارتجاع المريئي من حرقة معدة ملحوظة على الإطلاق.

علامات تحذيرية غير عادية: ما الذي يجب الانتباه إليه

وفقًا لنتائج حديثة نشرتها الدكتور لوبريت، قد تشير العديد من الأعراض الأقل شيوعًا إلى ارتجاع حمضي مزمن، وربما سرطان مريء مبكر، وتشمل هذه الأعراض:

السعال الليلي المستمر الناجم عن دخول الحمض إلى الجهاز التنفسي

صعوبات التنفس المرتبطة بتهيج مجرى الهواء

تفاقم أعراض الربو

صعوبة في البلع، خاصة مع الأطعمة الجافة أو الصلبة

مشاكل الأسنان غير المتوقعة، بما في ذلك اصفرار الأسنان، والشقوق، وتآكل مينا الأسنان

غالبًا ما تعتبر هذه الأعراض حالات معزولة، ومع ذلك، فإن تكرارها – خاصةً عند مصاحبتها بانزعاج هضمي نموذجي – يستدعي تقييمًا طبيًا.

خطر تجاهل ارتجاع الحمض

الارتجاع الحمضي المزمن ليس مجرد إزعاج، تؤكد عيادة كليفلاند أن التعرض المتكرر للحمض يمكن أن يُسبب ضررًا دائمًا في المريء، خاصةً إذا لم يُعالج، يمكن أن يؤدي الالتهاب طويل الأمد إلى تغيرات خلوية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، على سبيل المثال، غالبًا ما يكون مريء باريت صامتًا، ولكنه يزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة بسرطان المريء مع مرور الوقت، لا ينصح الأطباء بعلاج أعراض ارتجاع المريء فحسب، بل بمراقبة المضاعفات المحتملة أيضًا، ويشمل ذلك إجراء فحوصات دورية للمرضى الذين يعانون من ارتجاع مزمن، وخاصةً من تجاوزوا الخمسين، أو يعانون من السمنة، أو لديهم تاريخ من التدخين.

لماذا زيارة طبيب الأسنان مهمة في حالة سرطان المريء؟

قد يلعب أطباء الأسنان دورًا مفاجئًا في الكشف المبكر عن الارتجاع الحمضي، يمكن أن يُلحق الارتجاع الحمضي الضرر بالأسنان من خلال تآكل مينا الأسنان، وهي حالة تُكتشف غالبًا أثناء فحوصات الأسنان الروتينية، قد لا يبدو أن الاصفرار وزيادة الحساسية والتشققات مرتبطة بخطر الإصابة بالسرطان، ولكنها قد تكون مؤشرات مبكرة تُشير إلى الارتجاع الحمضي المزمن، عند اقتران هذه العلامات بأعراض أخرى، قد تستدعي استشارة طبية فورية وإجراء المزيد من الفحوصات.

ما يوصي به الخبراء

يشدد الأطباء على ضرورة توخي الحذر عند ظهور أعراض هضمية مستمرة، ينبغي على من يعانون من حرقة معدة مزمنة أو سعال أو صعوبة في البلع استشارة الطبيب لإجراء التقييم المناسب، في بعض الحالات، قد ينصح بإجراء تنظير داخلي علوي لتصوير المريء واكتشاف أي تغيرات غير طبيعية. وتنصح الجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي أيضًا المرضى الذين لديهم عوامل خطر معروفة – مثل السمنة، والذكورة، والتدخين، والتاريخ العائلي للإصابة بسرطان المريء – بإجراء فحوصات منتظمة، خاصة إذا استمرت أعراض ارتجاع المريء لأكثر من بضعة أسابيع على الرغم من العلاج.

اقرأ أيضا:

“الفاكهة المعجزة”.. حل طبيعي لمشكلات النبض والرئة

لا تلاحظها بسهولة.. 5 أعراض تدل على الإصابة بسرطان الأظافر

“دون تحكم بشري”.. روبوتات تتنافس في أول دوري كرة قدم

“الأغلى في العالم”.. 10 صور لكعكة زفاف الملياردير جيف بيزوس

احذر.. تحضير “القهوة” بهذه الطريقة قد يسبب سرطان البنكرياس

شاركها.