02:50 م
الأحد 13 يوليه 2025
كتب – سيد متولي
كشفت دراسة صينية حديثة عن علاقة مثيرة للقلق بين الأسبارتام، وهو مُحلي صناعي شائع الاستخدام، وورم الأرومة الدبقية، وهو أكثر أشكال سرطان الدماغ الأولي عدوانية، وفقًا لموقع News Medical .
واستخدم البحث، المنشور في مجلة Scientific Reports، نماذج فئران لفحص التغيرات التي يُحدثها الأسبارتام في بكتيريا الأمعاء بدقة، وكيف يؤثر ذلك على تطور ورم الأرومة الدبقية.
ووجد العلماء أن الأسبارتام قد يُهيئ بيئة معوية مثالية لتعزيز نمو الأورام، وعلى وجه الخصوص، أدى تناول كميات كبيرة من الأسبارتام إلى انخفاض مستويات بكتيريا عائلة الريكنيلات في الأمعاء، وقد رُبطت مستويات هذه البكتيريا في الأمعاء سابقًا بمشاكل صحية مختلفة، بدءًا من السمنة ومرض باركنسون وفيروس نقص المناعة البشرية .
وأثبتت الدراسة الجديدة أيضًا وجود علاقة بين استهلاك الأسبارتام وتنظيم الجينات داخل أورام الدماغ.
وقال الباحثون: “إن نتائجنا لا تقدم أدلة حاسمة لتقييم سلامة المحليات الصناعية فحسب، بل تقدم أيضًا تقييمًا شاملاً لتأثيرها على تطور الورم، تفتح هذه الرؤى آفاقًا جديدة لاستراتيجيات علاج الورم الدبقي متعدد الأشكال، بما في ذلك العلاجات المستهدفة للجينات والتدخلات القائمة على الميكروبات، وغيرها.”
ويعتزم العلماء مواصلة أبحاثهم حول كيفية تأثير التعديلات التي يسببها الأسبارتام على عملية التمثيل الغذائي وبيئات الورم.
وصنّف تقرير مشترك سابق، شمل منظمات مثل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، الأسبارتام بأنه “مُسبب محتمل للسرطان”، هذا يعني أنه قد يُسبب السرطان لدى البشر، لكن الأدلة غير قاطعة.
ذكر التقرير أن الحد الأقصى للجرعة اليومية المسموح بها من الأسبارتام هو 40 ملج لكل كيلوجرام من وزن الجسم، لذا، إذا كان وزنك 80 كيلوجرامًا، فيجب أن يكون الحد الأقصى اليومي من الأسبارتام 3.2 جرام.
قد تبدو هذه الكمية كبيرة، إلا أن الأسبارتام موجود في العديد من المنتجات اليومية، وخاصةً تلك التي تُسوّق على أنها “دايت” أو خالية من السكر، قد تحتوي بعض المشروبات الغازية على ما يصل إلى 200 ملج من الأسبارتام في علبة واحدة فقط.
يُمكن أيضًا العثور على الأسبارتام في مجموعة متنوعة من المنتجات الأخرى، بما في ذلك الأدوية والفيتامينات القابلة للمضغ، وقد أشار خبراء إلى أنه أحلى من السكر بحوالي 200 مرة.
وعلى الرغم من اعتبار الأسبارتام مادة آمنة من قبل الهيئات التنظيمية العالمية، إلا أن العلماء أثاروا مخاوف بشأنه في الدراسات لسنوات.
ومع ذلك، خلصت مراجعة أجريت عام 2019 لهذه الدراسات في المجلة الطبية البريطانية إلى عدم وجود مخاطر أو فوائد صحية كبيرة مرتبطة بالمحليات الصناعية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن معظم الدراسات كان بها عدد صغير من المشاركين، أو كانت قصيرة الأمد، أو كانت ذات جودة محدودة.
وبالمثل، أشارت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2022 إلى: “هناك إشارة إلى آثار صحية سلبية للاستخدام على المدى الطويل، ولكن الأدلة غير قاطعة في نهاية المطاف”.
وتشتمل “الآثار الصحية السلبية” المذكورة في الدراسة على مخاوف مثل السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى الوفيات.
مع ذلك، أعرب خبراء منظمة ZOE عن بعض التفاؤل: “سيكون تجنب الأسبارتام تمامًا أمرًا صعبًا للغاية، وقد لا يكون ضروريًا، اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة النباتية هو الخيار الأمثل للصحة، ومن غير الصحي تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة، والتي يُحتمل احتوائها على الأسبارتام. لذا، كلما أمكن، اختر المكونات الطازجة، والفواكه والخضراوات، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، وما شابه.
احرص على تناول 30 نوعًا مختلفًا من الأطعمة النباتية أسبوعيًا، بهذه الطريقة، سينخفض استهلاكك من الأطعمة فائقة المعالجة، وبالتالي الأسبارتام، بشكل طبيعي.