موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

هل توجد مدينة مدفونة تحت الأهرامات؟.. خبير يرد على دراسة مثيرة للجدل

0 1



01:30 م


الثلاثاء 01 أبريل 2025

كتب- أحمد الضبع:

أثارت دراسة حديثة جدلًا واسعًا بعدما زعم فريق من الباحثين غير المتخصصين في علم المصريات من إيطاليا واسكتلندا اكتشاف “مدينة ضخمة تحت الأرض” تمتد لأكثر من 6500 قدم تحت أهرامات الجيزة، وهو ما يفوق حجم الأهرامات بعشر مرات.

واستندت الدراسة إلى تقنيات رادار متقدمة لرسم خرائط أعماق الأرض، مدّعية وجود هياكل أسطوانية يصل عمقها إلى 4000 قدم، ما قد يعيد كتابة تاريخ مصر القديمة، وفقًا لما ورد في البيان الصحفي الخاص بها.

لكن وبحسب مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، فإن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي دليل علمي أو أثري موثوق، مؤكدًا أن الأسس التي بُنيت عليها الأهرامات لا تدعم وجود أي هياكل مدفونة تحتها.

لماذا لا يمكن أن توجد مدينة تحت الأهرامات؟

وأوضح شاكر في تصريحات لـ”مصراوي” أن الأهرامات، وخاصة هرم خوفو، شُيدت مباشرة على هضبة الجيزة الصخرية التي يعود عمرها الجيولوجي إلى نحو 50 مليون سنة، وقد نحت المصري القديم جزءًا من الصخر الطبيعي لاستخدامه كقاعدة مستقرة، دون الحاجة إلى أعمدة أو هياكل تحت الأرض.

وأشار إلى أن العديد من الدراسات الجيولوجية أجريت باستخدام تقنيات متطورة مثل رادار الاختراق الأرضي (GPR) والتصوير المقطعي بالموجات الزلزالية، ولم تُظهر أي أدلة على وجود فراغات ضخمة تحت الأهرامات، كما أن مشروع ScanPyramids، الذي بدأ عام 2015 واستخدم تقنيات التصوير بالميونات (Muography)، لم يكتشف أي دلائل تدعم هذه المزاعم.

الفكر المعماري المصري القديم

وبين أن المصري القديم كان يعتمد على الصخور كأساس طبيعي لمبانيه، إذ توفر قوة تحمل هائلة تفوق الحاجة إلى أي أعمدة تحت الأرض، ويُظهر التاريخ المعماري أن الأعمدة كانت تُستخدم فقط في الهياكل فوق سطح الأرض، كما هو الحال في المعابد والمقابر الكبرى.

دلائل علمية تدحض المزاعم

واستشهد شاكر بعدة أدلة أثرية وتاريخية تثبت أن المصري القديم كان على دراية بخصائص التربة والصخور، واستخدم تقنيات متقدمة لضمان استقرار منشآته الضخمة، منها:

الجسات الهندسية في سقارة

قام المهندس إمحوتب بحفر جسات هندسية لاختبار طبيعة التربة قبل بناء هرم زوسر المدرج، وهذا النهج الاستباقي في الهندسة يؤكد أن المصري القديم لم يكن بحاجة إلى بناء أي هياكل تحت الأرض.

اعتماد الصخور كأساس

استخدم المصريون الكتل الحجرية الضخمة لتسوية الصخور الطبيعية في الجيزة، ما ألغى الحاجة إلى أعمدة داعمة.

تطبيق نفس التقنية في المعابد والمقابر

لم تقتصر هذه المنهجية على الأهرامات، بل امتدت إلى جميع المنشآت الكبرى، حيث كان يتم فحص التربة بدقة قبل البناء.

الشكل الهرمي

وأكد كبير الأثريين أن الشكل الهرمي نفسه يعدّ أحد أذكى تصاميم توزيع الأحمال، إذ يوجه الضغط بشكل متوازن نحو الأساس الصخري، مما يجعل الهيكل متماسكًا ومقاومًا للعوامل الطبيعية على مدار آلاف السنين.

واختتم بالإشارة إلى أنه لا يوجد أي دليل أثري أو علمي يؤكد وجود مدينة مدفونة تحت أهرامات الجيزة، بل على العكس، تؤكد جميع الدراسات أن المصري القديم استغل الطبيعة الجيولوجية للهضبة كأساس متين لبناء صروحه العظيمة، ما يجعل هذه الادعاءات مجرد تكهنات تفتقر إلى الدقة العلمية.

اضف تعليق