09:17 م


الأربعاء 27 أغسطس 2025

كتبت- أسماء العمدة:

في زمن تزدحم فيه الحياة المادية وتغيب القيم الإنسانية أحيانًا، جاءت طفلة صغيرة تُدعى هايدي لتعيد الدفء والرحمة إلى القلوب، ولتثبت أن العطاء لا يرتبط بالعُمر ولا بحجم المال، بل بصدق النية ونقاء القلب.

هايدي، التي لم تتجاوز الـ11 عامًا، توجهت إلى أحد محلات السوبر ماركت لشراء كيس من الشيبسي بخمسة جنيهات، وهي كل ما تملك، لكن، في لحظة عفوية، لفت نظرها رجل مسن يقف خارج المحل ويبدو في حاجة ماسّة.

لم تتردد الصغيرة، أعادت الكيس إلى مكانه وسلمت النقود للرجل، حتى أنها رفضت عرض صاحب المحل الذي أراد أن يمنحها الكيس هدية.

لتفاجئ الجميع بجملة بسيطة وعفوية: “شكرًا.. بابا مش حارمني من حاجة”، كلمات قصيرة لكنها حملت معاني إنسانية عميقة جعلت الموقف يتجاوز حدود اللحظة.

كاميرا المحل التي وثّقت المشهد، بينما صاحب المتجر نشر الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح في وقت قصير “تريند” أشعل تفاعلات المصريين.

وعلق أحد رواد منصة فيسبوك على الفيديو: “دي هايدي.. طفلة صغيرة بتعلّمنا درس كبير في الإنسانية”، فيما كتب آخر: “يسلم اللي ربّى.. قلبها أنقى من قلوب كتير”.

ومنذ ذلك اليوم أطلق عليها رواد السوشيال ميديا لقب “طفلة الشيبسي”، لكن المفاجأة أن هذه لم تكن التجربة الأولى لـ هايدي مع العطاء، إذ روت في مقابلة صحفية، أنها في وقت سابق فضلت أن تمنح ثمن آيس كريم كانت تتمناه لسيدة مسنة، مؤكدة أن سعادتها بمساعدة الآخرين تفوق أي متعة أخرى.

تكريم رسمي من المجلس القومي للأمومة والطفولة

وتقديرًا لموقفها الإنساني، كرم المجلس القومي للأمومة والطفولة الطفلة هايدي، إذ حصلت على شنطة مدرسية وجهاز تابلت كهدية رمزية، وسط أجواء احتفالية بسيطة لكنها مؤثرة.

والد هايدي، الذي بدا متأثرًا بلحظة تكريم ابنته، قال في تصريحات خاصة لـ”مصراوي”: “أنا مش من الناس اللي بتحب السوشيال ميديا ولا الدوشة.. والحمد لله مش محتاج حاجة من حد، لكن رحت النهاردة مع بنتي عشان أحسسها إن اللي عملته دا صح، وأنها المفروض تفضل على نفس الطريق دا على طول، وعلشان كمان أشجع كل الأطفال إنهم يعملوا الخير من غير ما يستنوا مقابل”.

وأضاف: ” لما شفت الفيديو دموعي نزلت، كل الناس كلمتني وقالولي عرفت تربي كويس، يسلم تربيتك.. وده أغلى كلام ممكن أسمعه في حياتي.، لما شوفت الفيديو بكيت من الفرحة، بنتي علمتنا إن الإنسانية مش محتاجة ملايين، محتاجة قلب صادق وبريء زي قلبها”.

شاركها.