كتب : أحمد الضبع



02:30 م


09/10/2025


في خطوة غير مسبوقة قد تغير مستقبل خدمات النقل والإمداد، كشفت شركة أمريكية ناشئة عن أول مركبة “دليفري فضائي” في العالم، قادرة على إيصال الإمدادات أو الطرود لأي نقطة على سطح الأرض خلال أقل من ساعة واحدة.

ووفقًا لموقع “Inversion” الأمريكي، فإن المركبة الجديدة التي تحمل اسم “Arc” تمثل الجيل القادم من أنظمة النقل السريع، إذ صممت لتوصيل شحنات تصل إلى 500 رطل (نحو 225 كيلوجراما) من المدار الفضائي إلى أي مكان على الكوكب، دون الحاجة إلى مدارج أو تجهيزات هبوط تقليدية.

الشركة ومقرها لوس أنجلوس، تأسست عام 2021 على يد رائدي الأعمال “جاستن فياشيتي” و”أوستن بريجز”، وقدمت النموذج الجديد خلال فعالية خاصة في مصنعها، مؤكدة أن “Arc” تمثل نقلة نوعية في عالم اللوجستيات.

وقال فياشيتي في تصريحاته: “تمثل ’Arc‘ القفزة التالية في عالم النقل، فهي تتيح إنشاء شبكة لوجستية فضائية تجعل الوصول إلى أي مكان على الأرض أكثر سرعة وسهولة من أي وقت مضى”.

“دليفري” من المدار خلال ساعة واحدة

يبلغ ارتفاع المركبة نحو 2.5 متر، فيما يصل عرضها إلى 1.2 متر تقريبًا، أي بحجم طاولة كبيرة، وتستطيع حمل أنواع متعددة من البضائع، مثل الإمدادات الطبية والطائرات المسيّرة والمعدات التقنية الحساسة.

وأوضح مؤسسو الشركة أن المركبات سيتم وضعها في مدار الأرض مسبقًا، لتبقى جاهزة للهبوط عند الحاجة في أي لحظة، بحيث تستغرق الرحلة من المدار إلى الأرض أقل من 60 دقيقة.

وتمتاز “Arc” بقدرتها على المناورة أثناء دخولها الغلاف الجوي، إذ تعتمد تصميم “الجسم الرافع” الذي يمنحها مرونة عالية في تغيير المسار قبل الهبوط، كما تهبط باستخدام مظلات دون الحاجة إلى مدرجات، وتعمل بمحركات صديقة للبيئة تتيح التعامل معها فور الهبوط دون مخاطر.

وقال فياشيتي: “نصف هذه التقنية بأنها مخصّصة للمهام الحيوية التي يمكن أن تُحدث فارقًا في اللحظة الحرجة، سواء كانت شحنات طبية أو معدات طوارئ أو أدوات عسكرية”.

مركبة بسرعات تفوق “ماخ 20”

إلى جانب الاستخدامات المدنية، تسوّق الشركة المركبة كمنصة اختبار للأبحاث فائقة السرعة، إذ يمكنها التحليق بسرعات تفوق “ماخ 20” (أي 20 ضعف سرعة الصوت)، ما يجعلها أداة مثالية لاختبارات وكالة الدفاع الأمريكية في مجال الأسلحة الفرط صوتية.

وأوضحت الشركة أن “Arc” قابلة لإعادة الاستخدام بشكل كامل، وتنفذ عمليات هبوط دقيقة وسريعة، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا ومبتكرًا في مجال الأبحاث والدفاع.

تعاون مع “ناسا” واستعداد للإقلاع في 2026

ويأتي إطلاق “Arc” بعد نجاح النموذج التجريبي السابق للشركة، والذي أُطلق عبر مهمة “SpaceX Transporter-12” في يناير الماضي لاختبار الأنظمة الإلكترونية والطاقة الشمسية.

وأكدت الشركة أنها أنجزت حتى الآن عشرات اختبارات السقوط والمحاكاة الهوائية، وتعمل حاليًا بالشراكة مع وكالة “ناسا” لتطوير نظام حماية حرارية يتحمل أقسى ظروف الدخول إلى الغلاف الجوي.

وتضم الشركة اليوم نحو 60 مهندسًا وخبيرًا في مجال الفضاء، وتخطط لتنفيذ أول رحلة تشغيلية كاملة للمركبة بحلول عام 2026.

وقال “أوستن بريجز”، المدير التقني للشركة: “كل خطوة تقربنا أكثر من الجاهزية الكاملة للطيران.. والتقدم يسير بوتيرة مذهلة”.

شاركها.