كتب– أحمد الضبع:
03:30 م
27/09/2025
في عمق المناطق البرية النائية بكولومبيا، على بعد 170 كيلومترًا جنوب العاصمة بوغوتا، تتقاطع ثلاث بيئات طبيعية مختلفة وهي جبال الأنديز الصخرية، سهول يانوس الشاسعة، وغابات الأمازون الكثيفة، لتكشف عن واحدة من عجائب الطبيعة الأكثر سحرًا في العالم وهو نهر كانيو كريستاليس.
يعرف هذا النهر المذهل باسم “نهر الألوان الخمسة” أو “قوس قزح السائل”، حيث تتحوّل مياهه من يونيو إلى نوفمبر إلى لوحة طبيعية نابضة بالألوان، من الأحمر والأرجواني إلى الأصفر والأخضر، نتيجة نمو نبات محلي نادر يُسمى ماكارينيا كلافيجيرا، بحسب “بي بي سي”.
هذا النبات يظهر أخضر داكن معظم العام، لكنه يزدهر بألوانه الزاهية حين ترتفع مياه النهر وتسطع أشعة الشمس على قاعه، مما يخلق منظراً يخطف الأنفاس ويذهل الزائرين.
ويشير خافيير فرانسيسكو بارا، المنسق المحلي لهيئة كورماكارينا البيئية، إلى أن جمال النهر مرتبط بعوامل طبيعية دقيقة، تشمل منسوب المياه، حرارة الجو، وكمية الضوء، كما أن الصخور الغنية بالمعادن التي ينمو عليها النبات توفر الظروف المثالية لبقائه.
لم يعرف عن كانيو كريستاليس إلا نادرا لدى الكولومبيين لعقود طويلة، بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة ووجود النزاعات المسلحة مع جماعة فارك حتى عام 2009، وقبل ذلك، كان الصحفي أندريس هورتادو جارسيا من أوائل من وثق جمال النهر في صورة جريئة نشرتها صحيفة “إل تيمبو”، وأطلق على النهر لقب “أجمل نهر في العالم”.
ومع توقيع اتفاق السلام في 2016، بدأ تدفق السياح إلى المنطقة، وإن ظل الوصول إليها يتطلب رحلة طويلة ومعقدة من فيلافيسينسيو مرورًا بالطائرات الصغيرة والقوارب على ضفاف نهر جوايابيرو، وصولًا إلى أطراف الحديقة الوطنية.