كتب- أحمد الضبع:


05:02 م


02/12/2025

كشف فريق من علماء النفس والطب السلوكي في الولايات المتحدة عن نتائج دراسة جديدة تحذر من التأثيرات الصحية والنفسية لامتلاك الأطفال هاتفاً ذكياً في سن مبكرة.

وأكدت الدراسة أن حصول الطفل على جهازه الأول عند عمر 12 عاما يرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب والسمنة وقلة النوم مقارنةً بأقرانه الذين لم يحصلوا على هاتف بعد، بحسب صحيفة “تايمز أوف أنديا”.

الدراسة، التي نشرت في مجلة طب الأطفال، حللت بيانات أكثر من 10 آلاف طفل مشارك في دراسة التطور المعرفي لدماغ المراهقين، وهي أكبر دراسة طويلة المدى لدماغ الأطفال في الولايات المتحدة.

وبحسب النتائج، فإن انخفاض العمر الذي يحصل فيه الطفل على الهاتف الذكي يزيد من تعرضه لمشكلات صحية مثل اضطرابات النوم وزيادة الوزن.

وشملت التحليلات مجموعة فرعية من الأطفال الذين لم يمتلكوا هاتفا عند سن 12، إذ أظهرت المتابعة بعد عام واحد أن الأطفال الذين حصلوا على هواتف خلال تلك الفترة سجلوا تدهورا واضحا في مؤشرات الصحة العقلية ونوعية النوم، مقارنة بمن لم يمتلكوا جهازا حتى ذلك الوقت.

الدكتور ران بارزيلاي، المؤلف الرئيسي للدراسة وأخصائي طب نفس الأطفال في مستشفى الأطفال بفيلادلفيا، أوضح أن منح الهاتف للطفل يجب أن يُنظر إليه كقرار مؤثر على صحته العامة، قائلا: “عندما تعطي لطفلك هاتفاً، عليك التعامل معه كأمر شديد الأهمية لصحة الطفل”.

ورغم أن الدراسة تشير إلى ارتباط وليس علاقة سببية مباشرة، فإن الباحثين يستندون إلى دراسات سابقة تؤكد أن الهواتف الذكية قد تقلّل من الوقت المخصص للنشاط البدني والتواصل الاجتماعي والنوم، وهي عناصر أساسية لصحة المراهقين. كما شدد الباحثون على حساسية هذه المرحلة العمرية، إذ يمكن لتغيّرات بسيطة في أنماط النوم أو الصحة النفسية أن تترك آثارا طويلة الأمد.

وفي سياق متصل، تقول الدكتورة جاكلين نيسي، أستاذة الطب النفسي بجامعة براون، إن الدراسة لا تقدم دليلاً قاطعاً على أن الهواتف تسبب ضررا مباشرا، لكنها تعزز ضرورة توخي الحذر من قبل الأهل، مضيفة: “لا يحتاج الآباء إلى انتظار أدلة دامغة لاتخاذ قرار التأجيل؛ الحدس وحده قد يكون كافيا”.

أما في ما يتعلق بالنوم، فيتفق معظم الخبراء على أن الهواتف الذكية تعد من أبرز العوامل المؤثرة سلبا على نوم الأطفال.

ويؤكد الدكتور جيسون ناجاتا، طبيب الأطفال بجامعة كاليفورنيا، أن 63 في المائة من الأطفال بين 11 و12 عاما ينامون وفي غرفهم جهاز إلكتروني، بينما أفاد 17 في المائة بأنهم استيقظوا مؤخراً بسبب إشعارات الهاتف.

ويرى ناجاتا أن خطوة بسيطة مثل إخراج الهاتف من غرفة النوم ليلا يمكن أن تخفف الكثير من الأضرار، إذا امتلك الطفل الهاتف بالفعل.

شاركها.