كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه: إن القدماء الحكماء قالوا: “آخرُ الفكر أوَّلُ العمل”.

وتابع: فينبغي عليك – أيها المؤمن – بعد أن تتفكر في آيات الله وفي كتابه، أن تستنبط منها أحكامه سبحانه وتعالى، التي ارتضاها مقياسًا ونبراسًا لخلقه.

وأضاف: وبعد أن تتدبر في شأن هذا الكون، ينبغي عليك أن تعمل؛ فلا يليق بك أن تقف عند مرحلة الفكر والتفكر والتدبر والاتعاظ القلبي دون أن تُترجم إلى حركةٍ في الجوارح، وعملٍ في الواقع.

وأشار إلى أن النبي ﷺ قال: “وأن أناسًا قد أغرّهم بالله الغرور” – أي الشيطان – “يقولون: نحن نحسن الظن بالله؛ ولو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل”.

وقال الله سبحانه وتعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.

فالعملُ واجب، وقد جعله الله سبحانه وتعالى قرينًا للإيمان {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.

وبين ان الله لم يجعل الإيمان وحده سببًا لسعادة الدارين؛ فقد يكون منجيًا لإنسانٍ من النار، لكن  العمل هو الأساس الذي بُنيت عليه العبادة، وهو الذي قامت عليه عمارة الكون، وبالجدّ فيه تتحقّق النتائج.

وقال سيدُنا الفضيل بن عياض رضي الله تعالى عنه: “إن الله لا يتقبل العمل إلا بالإخلاص والصواب”.

فينبغي لك – بعد التفكر والتدبر ومعرفة مراد ربك في كتابه وسنة نبيّه ﷺ – أن تبدأ العمل، على أن يكون هذا العمل مبنيًا على “الإخلاص”.

والإخلاص يكون بتحرير النية لله؛ وقد قال النبي ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات”،

أي: لا يصدر عنك عمل إلا إذا كان مؤسَّسًا على نيةٍ خالصةٍ لله رب العالمين، نيةٍ تجمعها في قلبك، وتتأملها وتتدبرها، ثم تُصمّم أن يكون عملك لله وحده.

فإذا نازعك الشيطان، أو نازعتك نفسك، فأبِ تلك المنازعة، وتمسّك بقول النبي ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات”، ثم ابدأ العمل.

فأوّل العمل: أن تجمع الفكر، وآخر الفكر: أن تبدأ العمل.

أمور تعينك على عمل الخير

وأنت في طريق العمل – كل عمل خير – فهناك مُعينات، منها:

1. نصيبك من القرآن الكريم:

   اجعل لك حصة يومية منه، قلّت أو كثرت، بحسب برنامجك وظروفك، ولا تهجر القرآن.

2. كثرة ذكر الله:

   قال النبي ﷺ: “لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله”.

   فكن من هذا الصنف، فإن الذكر يُعين على الطريق، ويُدنيك من الحضرة الإلهية، ويطهّر القلب، ويمنع الرياء والنفاق، ويملأ القلب حياءً من الله سبحانه وتعالى.

فالذي يكثر من ذكر الله؛  يثبت في حضرة الله.

 ومن ثبت في حضرته، هان عليه العمل.

 ومن ثبت في حضرته، صدق في أقواله وأفعاله، وتأبى نفسه أن تتزيّا بزيّ المنافقين.

 ومن ثبت في حضرته، وفّقه الله وهداه، ورأى فعل الله في كل شيء.

شاركها.