أُصيب بـ “الإيدز” وأخفى السر عن زوجته؛ فكانت العواقب “وخيمة”
أثير – ريـمـا الشـيخ
قسوة الحياة تأتي أحيانًا وتحمل معها الآلام، وتطرق الأبواب بالهموم والآهات، وتأخذ معها تلك الابتسامة من الوجوه، لتتعثر طرقات الحياة بمصير لم يخطر بالبال؛ فهل هو النصيب أم الحظ العاثر؟
إنها أبواب يفتحها بعض الآباء دون مبالين بأن تصيب برياحها أطفالهم الذين لا ذنب لهم كي يتحملوا أخطاء آبائهم.
إنها ملامح من القصة التي سنسردها في السطور القادمة؛ حيث تلقيتُ اتصالًا هاتفيًا، لأسمع صوتًا بنبرة حزينة مثقلة بالهموم، وكلمات تلملم جراح صاحبها للبوح بما ملأ قلبه من ألم شديد وحزن ثقيل.
تقول ”س“ : أختي التي تصغرني بعامين تزوجت في عام 2006م، وأذكر ذلك اليوم كم كانت سعيدة بزواجها بمن اختاره قلبها، نعم تزوجت بعد قصة حب قصيرة جدًا لم تدم إلا شهرًا واحدًا، حيث تقدم لها بالزواج، لكن لم تكن تعلم بأن زوجها سيخفي سرًا عميقًا بداخله.
بعد عام من الزواج، قرر الزوجان الإنجاب وتكوين أسرة، رغم أن الزوج لم يكن مستعدًا لذلك وطالما تهرّب من هذا الأمر. توضح “س” بقولها: كان والداي يصران على أختي بالإنجاب، فالأطفال هم ملائكة الأسرة ولا زواج يكتمل بدونهم، وبعد شهرين جاء الخبر المفرح بحمل أختي بطفلتها البكر، وبعد ولادتها، أحست أختي بالتعب كالحمى والإسهال الشديد، ولم تلجأ للفحوصات ظنًا منها بأنها مجرد آثار التعب والإرهاق بعد الولادة.
كان الشك يراود ”س“ بسبب تعب أختها المستمر، وأعراض لم ترها من قبل، حيث كانت تشعر بالتعب لأيام قليلة ثم يتلاشى كل شيء لتعود بصحتها.
تقول ”س“: بعد ٤ سنوات رزقت أختي بمولودها الثاني؛ صبي جميل ذي عينين واسعتين يحمل صفات والدي، لكن تكرر ما حدث في السابق مرة أخرى، حيث عادت أعراض التعب والإرهاق لأختي بعد الولادة، لكن هذه المرة مع طفح جلدي، وعالجت أختي كل ذلك ولم ترغب في القيام بأي فحوصات.
وفي يوم من الأيام، وبعد مرور 3 سنوات، اكتشفت الزوجة بأن زوجها يذهب للمستشفى بشكل مستمر، توضح ”س“ ذلك قائلة: ظنت أختي بأن زوجها يتعاطى ويرغب بالعلاج، فبدأ الخلاف بينهما ورغم حدته لم يخبرها بأي شيء، حتى طلبت الطلاق منه وأخذ طفليها معها، فلم يكن بيده سوى الاعتراف بماضيه؛ حيث أضله الشيطان بإقامة علاقة محرّمة عابرة قبل الزواج، وبعد مرور 8 أشهر من زواجه اكتشف بأنه مصاب بمرض نقص المناعة البشرية ”الإيدز“، ولم يستطع إخبار زوجته، كونه يحبها حبًا شديدًا ولا يتمنى خسارتها مطلقًا.
ربما التفكير الأناني قاد الزوج لتدمير عائلة بأكملها؛ فبعدما عرفت الزوجة بمرض زوجها توجهت فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة مع طفليها، لينزل خبر إصابتهم جميعًا بمرض ”الإيدز“ كالصاعقة على قلبها ولم تستوعب شدة الخبر.
اليوم؛ تتعالج العائلة بأكملها بسبب فعل طائش، ثم إخفاء أمر كبير دون التفكير في العواقب، فماذا لو فحَصَا قبل الزواج؟ وماذا لو صارحها فور معرفته بمرضه؟
إنها أسئلة كثيرة تجعلنا نرسل رسائل لكل من يقرأ هذه السطور، انتبهوا؛ فبعض القرارات “لها ما بعدها”.