إسبانيا ترفض مقترح استقبال فلسطينيي غزة وتؤكد أن القطاع جزء من الدولة الفلسطينية
رفضت إسبانيا، الخميس، اقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن تستقبل مع غيرها من الدول المعارضة لحربها على غزة، المهجرين الفلسطينيين من القطاع، في إطار الخطة الأمريكية للاستيلاء عليه.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، في مقابلة مع إذاعة “RNE” الحكومية: “أولاً وقبل كل شيء.. لا ينبغي لأحد حتى أن يناقش أين يجب أن يذهب الفلسطينيون من غزة، هذا النقاش أقفل”.
وأضاف: “أرض فلسطينيي غزة هي غزة. يجب أن تكون غزة جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، تمامًا وفق ما تعترف به إسبانيا وأغلب دول العالم”.
ومساء الثلاثاء، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول أخرى.
وبعد وقت قصير من إعلان ترامب عن خطته، بدأت الحكومة الإسرائيلية في إعداد خطة للسماح لفلسطينيي قطاع غزة بما زعمت أنه “مغادرة طوعية”.
وعندما سُئل في وقت سابق الخميس، عن “من سيستقبل الفلسطينيين”، اقترح كاتس 3 دول أوروبية اعترفت مؤخرًا بدولة فلسطينية.
ونقلت القناة (12) الإسرائيلية الخاصة عن كاتس قوله إن “دولًا مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج وغيرها، التي وجهت اتهامات ومزاعم كاذبة ضد إسرائيل بشأن أفعالها في غزة، ملزمة قانونًا بالسماح لأي مقيم في غزة بدخول أراضيها”، وفق تعبيره.
وزعم كاتس أنه “سينكشف نفاقهم إذا رفضوا القيام بذلك”، بحسب ادعاءاته.
وردا على تصريحات كاتس بحق إسبانيا، قال ألباريس إن “إسبانيا تتخذ قراراتها بشكل سيادي ومستقل. ولا ينبغي لأي طرف ثالث أن يخبرنا بما يجب علينا فعله”
وأوضح أن إسبانيا “متضامنة بشكل واضح مع غزة واستقبلت فلسطينيين، مثل الأطفال والمرضى من الحالات الحرجة أو اللاجئين”، لكنه شدد على أن “هذا لا يغير حقيقة أن غزة هي موطن الغزّيين”.
وفي إشارة إلى حصيلة القتلى في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة التي تجاوزت الـ 15 شهراً، قال ألباريس: “ما نقوم به هو تقديم مساعداتنا الإنسانية بقدر الإمكان لمساعدة الناس بعد أن سقط أكثر من 45 ألف شخص بريء ضحية للقصف العشوائي”.
وشدد على أنه ينبغي على العالم أن يدعم غزة في إعادة الإعمار، كخطوة أولى للوصول إلى الدولة الفلسطينية التي تضم غزة والضفة الغربية”.
كما أدان ألباريس المستويات الحالية للعنف الذي يمارسه المستوطنون في الضفة الغربية ووصفها بأنها “غير مقبولة على الإطلاق”.
وقال إنه تواصل مع دول عربية وأوروبية أخرى تتفق مع موقف إسبانيا بشأن مستقبل فلسطين.
وأضاف ألباريس: “لقد أوضح الاتحاد الأوروبي أنه يؤيد حل الدولتين”.
ولم يستبعد ترامب في تصريحاته، الثلاثاء، إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع الفلسطيني.
والأربعاء، أعلنت السعودية والإمارات والأردن ومصر وسلطنة عمان، فضلا عن فلسطين، وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي ومجلس التعاون الخليجي وجماعة الحوثي اليمنية، رفض خطط ترامب، فيما لاقت إشادة وامتنانا واسعين على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات.
وفي أوروبا، أعربت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وبولندا وسلوفينيا وإسكتلندا وبلجيكا وسويسرا، الأربعاء، عن رفضها القاطع لمخططات ترامب، محذرة من أن ذلك يشكل “انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي” وقد يؤجج الكراهية والاضطرابات بالشرق الأوسط.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.