أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن علاقة بلاده مع سوريا تبقى «مهمة ومتواصلة» نظرًا للحدود الطويلة المشتركة بين البلدين التي تمتد لمسافة 911 كيلومترًا.
وأوضح في تصريحات تلفزيونية، أن أنقرة ترى ضرورة التوصل إلى صيغة سياسية تضمن وحدة الأراضي السورية وتحافظ على استقرارها.
وأشار فيدان إلى أن بلاده بادرت مؤخرًا بفتح قنوات تواصل مع قوى إقليمية فاعلة، من بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، في مسعى لبناء رؤية موحدة حيال مستقبل الإدارة السورية الجديدة.
وبيّن أن هذه الرؤية تتركز على ثلاث ركائز أساسية: منع تحول سوريا إلى مصدر تهديد لدول الجوار، مكافحة التنظيمات الإرهابية، وضمان احترام حقوق الأقليات والطوائف، لافتًا إلى أن دمشق أرسلت بالفعل «رسائل إيجابية» في هذا الاتجاه.
تحديات داخلية معقدة
ورغم هذه المؤشرات، شدّد الوزير التركي على أن سوريا ما زالت تواجه تحديات داخلية بالغة الصعوبة، أبرزها استمرار سيطرة الفصائل الكردية المسلحة على نحو ثلث مساحة البلاد، إضافة إلى الأزمات العميقة في البنية التحتية والنظام المالي، والتي تفاقمت بفعل سنوات الحرب الطويلة.
واعتبر أن أي تسوية سياسية مستدامة يجب أن تأخذ هذه الملفات في الاعتبار لضمان نجاحها.
تهديد إسرائيلي متصاعد
الفيدان وصف السياسات الإسرائيلية بأنها التحدي الأكبر الذي يواجه الأراضي السورية اليوم، محذرًا من أن «العمليات التوسعية المحتملة لإسرائيل» قد تدفع نحو موجة جديدة من عدم الاستقرار.
وأكد أن نوايا تل أبيب المعلنة علنًا تمثل تهديدًا مباشرًا لأي جهود تهدف لإعادة بناء سوريا أو دمجها في محيطها العربي والإقليمي.
موقف دولي وإقليمي حساس
وأشار الوزير التركي إلى أن الموقف الدولي السائد يتجه إلى منح الإدارة السورية الجديدة فرصة حقيقية لفتح نافذة نحو الاستقرار، غير أن حكومة بنيامين نتنياهو ترى في ذلك تهديدًا لمصالحها.
وقال فيدان: «آمل ألا تقع تطورات سلبية، لأن تداعياتها الإقليمية ستكون بالغة الخطورة»، داعيًا المجتمع الدولي إلى التعامل بجدية مع هذه المخاطر.
يأتي هذا الموقف التركي في ظل عودة الملف السوري بقوة إلى أجندة الإقليم، مع جهود عربية لإعادة دمشق إلى محيطها السياسي، ومحاولات لتقريب وجهات النظر بين القوى المؤثرة.
كما أن تأكيد أنقرة على التعاون مع دول مثل مصر والسعودية يعكس رغبة في تجاوز الخلافات السابقة وصياغة مقاربة مشتركة للملف السوري.
ويبدو أن المخاوف من التدخلات الخارجية، خصوصًا من إسرائيل، تدفع تركيا إلى التمسك بخيار التنسيق الإقليمي كوسيلة لحماية استقرار المنطقة وتوازناتها.