ذكر مراسل موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي باراك رافيد، الخميس، أن إسرائيل سترفع مستوى مشاركتها في المحادثات المباشرة مع لبنان، مشيراً نقلاً عن مصدرين مطلعين إلى أن نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي درازنين سيشارك غداً في اجتماع الناقورة.
ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع الثاني للجنة مراقبة وقف العمليات العدائية (الميكانيزم) في الناقورة، بحضور السفير اللبناني السابق سيمون كرم، وسط معلومات عن احتمال مشاركة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان في زيارة ثانية له إلى لبنان خلال أسبوعين.
وأفاد مراسل أكسيوس بأن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ستمثل واشنطن خلال الاجتماع. ونقل عمن قال إنه مصدر مطلع على التفاصيل أن الاجتماع من الناحية الرسمية سيركز على “التعاون الاقتصادي على امتداد الحدود، وبشكل أقل رسمية يهدف إلى محاولة منع استئناف الحرب”.
وأعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون، في 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أن جلسات محادثات مقبلة مع إسرائيل ستبدأ في 19 ديسمبر بعدما عقدت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، قبلها بيوم، اجتماعاً بحضور مسؤولين مدنيين من الطرفين في مقر قوات الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) في بلدة الناقورة جنوبي لبنان، في أول تفاوض سياسي بين إسرائيل ولبنان منذ 1983، بعدما كلّف عون السفير السابق لدى واشنطن سيمون كرم ترؤس الوفد اللبناني.

 

وكان ذلك الاجتماع أول لقاء مباشر وعلني من نوعه بين إسرائيل ولبنان منذ عام 1983، وشارك فيه عن الجانب الإسرائيلي المدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي أوري رازنيك. وخلال رئاسة جو بايدن، أجرى مسؤولون مدنيون من إسرائيل ولبنان محادثات حول الحدود البحرية بين البلدين، غير أنّ تلك المفاوضات كانت غير مباشرة رسمياً، ولم تُركز على قضايا أوسع في العلاقة. وتتألف لجنة الميكانيزم الخماسية من ممثلين عن لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
وأجرى مسؤولون فرنسيون وسعوديون وأميركيون، اليوم الخميس، محادثات مع قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل في باريس، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على خريطة طريق تمهّد لتفعيل آلية نزع سلاح “حزب الله”، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون مطّلعون وكالة رويترز. وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود الدولية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية في عام 2024، وأنهى عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على لبنان.
ومنذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية على مواقع “حزب الله” في الجنوب، وصولاً إلى تنفيذ غارات داخل العاصمة بيروت، وسط تشكيك إسرائيلي متواصل في مدى جدية الجيش اللبناني بتنفيذ خطة نزع سلاح الحزب. وينتظر لبنان محطات مفصلية يُعوّل عليها لتثبيت الاستقرار في الجنوب ودعم المؤسسة العسكرية، وفي مقدمتها الاجتماع الدولي في باريس اليوم الذي يبحث في ملفات عدّة، على رأسها الاعتداءات الإسرائيلية وسبل احتوائها، ودعم الجيش اللبناني، وإعادة الإعمار، والنهوض الاقتصادي، إضافة إلى ملف حصر السلاح بيد الدولة وآليات التحقق من ذلك، خاصة جنوب نهر الليطاني، إلى جانب الإصلاحات الشاملة.

شاركها.