إسرائيل تعترف: المحكمة الدوليّة في لاهاي طلبت اعتقال نتنياهو بالمجر وبودابست رفضت
لا زال قرار الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية يلاحق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في حله وترحاله، متسببًا له في تشويش مستمر على خطط سفره وتنقله في الجولات الخارجية.
وفي هذا السياق كشف المراسل السياسيّ في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، يارون أفراهام، الذي ُرافق نتنياهو في رحلته، كشف النقاب عن أنّ محكمة العدل الدوليّة في لاهاي، وجهّت رسالةً سريّةً إلى السلطات المجريّة، حيث كان نتنياهو في زيارة لبودابست، وطلبت من قدة المجر اعتقال نتنياهو فورًا بتهم ارتكاب جرائم حرب، وتابع المراسل، نقلاً عن مصادره الرفعة في حاشية رئيس وزراء الاحتلال، أنّ المجر تجاهلت الرسالة السريّة، لا بلْ أكثر من ذلك، فقد أعلنت بودابست انسحابها من المحكمة الدوليّة واعتبرت أنّها في حلٍّ من قراراتها.
واضطر نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، للسفر من بودابست إلى واشنطن بمسار طويل من العاصمة المجرية بودابست إلى واشنطن لتجنب هبوط اضطراري قد يؤدي لاعتقاله بموجب مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه، وفق ما ذكر الإعلام العبري، اليوم الاثنين.
والولايات المتحدة الأمريكية ليست عضوًا بالمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين بقطاع غزّة، لكن نتنياهو يخشى السفر في أجواء دول أعضاء في المحكمة خشية هبوط اضطراري فيها.
وذكرت صحيفة (هآرتس) العبرية أنّ “نتنياهو اضطر للسفر بمسار طويل من بودابست إلى واشنطن لتجنب هبوط اضطراري قد يؤدي لاعتقاله بموجب مذكرة المحكمة الجنائية الدولية”.
وأوضحت الصحيفة أنّ “نتنياهو سافر إلى الولايات المتحدة الأحد، على طريق أطول بنحو 400 كيلومتر من الطريق الأمثل، من أجل تجنب المرور فوق الدول التي من المتوقع أن تنفذ مذكرة الاعتقال الصادرة ضده من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، في حالة الهبوط الاضطراري”.
وقالت: “قدرت إسرائيل أنّه من المتوقع أن تنفذ أيرلندا وأيسلندا وهولندا أمر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وبالتالي حلقت طائرة (جناح صهيون) فوق كرواتيا وإيطاليا وفرنسا”.
وأضافت: “منذ بداية الحرب، مرت جميع رحلات رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة فوق اليونان وإيطاليا وفرنسا، ومن هناك عبرت المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية”.
وتتزامن زيارة نتنياهو لواشنطن مع تكثيف الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة إنّه فور وصوله إلى واشنطن استُقبل بمظاهرة من قبل مؤيدين لإبرام اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وقالت: “عندما وصل نتنياهو إلى واشنطن، تظاهر عشرات الأشخاص في المدينة للمطالبة بعودة الأسرى، بمن فيهم يهودا كوهين، والد الجندي الأسير نمرود كوهين، الذي جاء مع العديد من أفراد عائلة الأسرى الآخرين لحضور اجتماعات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك”.
ونقلت عن كوهين قوله إنّه “يود أنْ يتطرق ترامب علنًا إلى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”، معتبرًا أنّ “الأسرى في أسفل قائمة أولويات نتنياهو”، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ “الضغط الخارجي وحده هو الذي سيعيد المفاوضات إلى مسارها الصحيح”، طبقًا لأقواله.؟
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت، في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق، يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، في أعقاب العمليات العسكرية التي انطلقت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2023.
جديرٌ بالذكر أنّ 124 دولة قعّت على اتفاقية روما، التي تُلزمها باعتقال شخصياتٍ سياسيّةٍ وأمنيّةٍ متهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة، كما أنّ من المُفيد التذكير بأنّ نتنياهو هو أوّل زعيمٍ يُحاكم في لاهاي وأيضًا في بلاده، حيث تُوجِه له نيابة الاحتلال تهم تلقّي الرشاوى، وخيانة الأمانة والغش والخداع.