نشر موقع SRUGIM الإسرائيلي تقريرا تحت عنوان “تنبؤ مرعب” تضمن تصريحات مثيرة للجدل للمستشرق الإسرائيلي إيدي كوهين، المعروف بمواقفه المعادية لمصر.
وجاء التقرير في سياق متوتر إقليمياً، حيث تناول طبيعة العلاقات بين مصر وإسرائيل من وجهة نظر الكاتب.
في معرض إجابته عن سؤال حول إمكانية شن مصر حرباً على إسرائيل، أكد كوهين أن المصريين يحملون مشاعر عدائية تجاه إسرائيل، واصفاً إياهم بأنهم “متعطشون للانتقام”.
واستند في تحليله إلى عوامل تاريخية واقتصادية، مشيراً إلى أن “مصر لديها ديون بقيمة 155 مليار دولار ولن تصمد اقتصاديًا في وجه الحرب”.
وتناول المُستشرق إيدي كوهين في مُقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية السؤال نفسه والذي وصفه الموقع العبري أنه يُقلق الكثيرين، وهو: هل من المُتوقع أن تُشن مصر حربًا على إسرائيل قريبًا؟ لنُذكر أنه منذ 7 أكتوبر، حذّر العديد من كبار المسؤولين، مُؤكدين أنه على الرغم من الهدوء النسبي تجاه مصر، إلا أن الوضع خطير للغاية، وقد تشنّ هجومًا على إسرائيل في أي لحظة”.
وأكد كوهين أن المصريين لديهم رغبة عارمة في الانتقام، لكنهم لا يدركون ذلك، فأيديهم مقيدة، والإحباط يتزايد، وهم يريدون قتلنا، لكنهم ببساطة لا يستطيعون الآن.
وبحسب قوله: “السلام مع مصر مجرد حبر على ورق، هو عبارة عن تعاون أمني، دون علاقات بين الشعوب، دون تطبيع، ودون زيارات كبار المسؤولين، ولن يأتي رئيس مصري إلى الكنيست مرة أخرى ولن يلتقي رئيس وزراء، وهذه رسالة واضحة من المصريين مفادها (نحن لا نعترف بكم).
وتابع: “قبل أسابيع قليلة من انتهاء فترة ولاية رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، اختار التحذير من التهديد القادم من مصر، واعترف قائلًا: نحن قلقون للغاية بشأن هذا الأمر، وهو ليس على رأس قائمة أولوياتنا، فمصر لديها جيش كبير مزود بأسلحة متطورة وطائرات متطورة وغواصات وصواريخ وعدد كبير جدًا من الدبابات وقوات المشاة”.
خبير مصري يرد على التصريحات الإسرائيلية
في ردٍّ قوي على التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، أن هذه التصريحات “تكشف عن رعب إسرائيلي من مصر وقدراتها”.
وأوضح في تعقيب خاص لـ”RT”، أن مصر “دولة قوية ذات سيادة تلتزم بالقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة”.
أوضح مهران أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على ثوابت راسخة تشمل “احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ونبذ العنف والعدوان”. وأضاف: “التاريخ يشهد بأن مصر لم تكن يوماً دولة معتدية، بل ظلت دائماً عاملاً لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة”.
وحذّر أستاذ القانون الدولي من خطورة ما وصفها بـ”الادعاءات المغرضة”، مؤكداً أن “سيادة مصر خط أحمر”، وأن القوات المسلحة المصرية “قادرة تماماً على حماية الأمن القومي للبلاد”. كما اعتبر أن هذه التصريحات “محاولة يائسة لتشويه صورة مصر”، وأنها “تأتي في إطار حملات مغرضة تهدف لزعزعة الاستقرار الإقليمي”.
وفي تحليل أعمق للأسباب الجذرية للمشاعر السلبية تجاه إسرائيل، أشار مهران إلى أن هذه المشاعر “نتيجة طبيعية لتراكم السياسات الإسرائيلية منذ النكبة عام 1948″، مستعرضاً سلسلة من الأحداث بما فيها “التهجير القسري، والحروب المتتالية، والاحتلال المستمر، وسياسات الاستيطان، والحصار على غزة، وانتهاك المقدسات”.
ختاماً، أكد الخبير القانوني أن “قوة مصر لا تقتصر على قدراتها العسكرية فقط، بل تشمل وحدتها الوطنية والتزامها بالمبادئ الدولية”، داعياً إلى “تبني لغة العقل والحوار بدلاً من التصريحات الاستفزازية”. وأضاف: “مصر ستظل ركيزة للاستقرار في المنطقة، والحقيقة في النهاية ستنتصر”.
من الجدير بالذكر أن هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر. ويُعتبر كوهين من الشخصيات المثيرة للجدل في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية، حيث عُرف بمواقفه المتشددة تجاه مصر والعالم العربي.
يشار إلى أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تشهد تقارباً على المستوى الأمني، بينما تظل العلاقات الشعبية متوترة، وهو ما يعكسه غياب الزيارات الرسمية المتبادلة على أعلى مستوى منذ سنوات.