شهدت العاصمة المغربية، الرباط، اليوم السبت، حدثًا كرويًا بارزًا؛ بافتتاح أول مقر إقليمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في القارة الإفريقية، ليكون بذلك رابع مقر إقليمي عالمي بعد باريس وميامي وآسيا، والأول من نوعه بهذا الحجم داخل القارة السمراء.
وجاء افتتاح المقر الجديد خلال حفل رسمي مهيب بحضور رئيس فيفا جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي، إلى جانب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، وعضو مجلس فيفا والممثل البارز للكرة المصرية هاني أبو ريدة.
ويقع المقر داخل مركب محمد السادس لكرة القدم بمدينة سلا، التابعة للعاصمة الرباط، بجوار مقر الجامعة المغربية، في خطوة تعكس التقدير الدولي الكبير للمغرب ودوره المتصاعد في تطوير كرة القدم داخل القارة الإفريقية.
ويأتي اختيار المغرب لاستضافة هذا المقر نتيجة لسجل طويل من الاستضافات الناجحة للأحداث الكروية الكبرى، سواء على الصعيد القاري أو الدولي. فقد نظّم المغرب كأس العالم للأندية بنظامه القديم في ثلاث نسخ أعوام 2013 و2014 و2023، واستضاف كذلك بطولات إفريقية عديدة لمختلف الفئات العمرية مثل:
- كأس إفريقيا تحت 23 عامًا
- كأس إفريقيا تحت 17 عامًا
- كأس إفريقيا للفوتسال
- كأس إفريقيا للسيدات
- دوري أبطال إفريقيا للسيدات
ولا يتوقف الزخم المغربي عند هذا الحد، إذ تستعد البلاد لحدثين تاريخيين في المستقبل القريب، أبرزها تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة نهاية العام الجاري، بين شهري ديسمبر 2025 ويناير 2026، إلى جانب مشاركتها في تنظيم كأس العالم 2030 بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال.
المقر الجديد تم بناؤه بتصميم هندسي يجمع بين الحداثة والأصالة المغربية، ويتضمن مجموعة متطورة من المكاتب والمرافق الإدارية المخصصة لفيفا، إلى جانب وحدات مختصة بمتابعة أنشطة الكرة الإفريقية، والإشراف على تنظيم بطولات الاتحاد الدولي داخل القارة، بما في ذلك المونديال المرتقب عام 2030.
ويُشكل هذا المقر خطوة استراتيجية ضمن توجهات فيفا لتعزيز حضوره الميداني داخل القارات المختلفة، ويُعد مؤشرًا قويًا على الثقة المتزايدة في البنية التحتية الرياضية المغربية، وقدرتها على احتضان المشاريع الكروية الكبرى.