تحتفظ إيران بترسانةٍ صاروخيّةٍ متقدمةٍ لم تستخدمها في مواجهاتها العسكريّة مع إسرائيل حتى الآن، ووفقًا لمصادر عسكريّةٍ متخصصة، تشمل هذه الترسانة 7 أنواعٍ رئيسيّةٍ من الصواريخ المتطورة ذات قدراتٍ تدميريّةٍ وتقنيّةٍ عاليّةٍ.
كما تمتلك إيران صواريخ كروز متطورة تتميّز بسرعتها العالية وصعوبة اكتشافها، نظرًا لقدرتها الفائقة على المناورة أثناء الطيران، ممّا يجعلها تشكل تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الجويّ.
منظومة خرمشهرخيبر
يُعتبر صاروخ خيبر، وهو الطراز الأحدث من منظومة خرمشهر، واحدًا من أكثر الصواريخ الإيرانية تدميرًا، حيث يصل مداه إلى 2000 كيلومتر، مما يمنحه قدرة على الوصول إلى أهدافٍ بعيدة المدى.
ما هي صواريخ كروز؟
مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ أعدّ دراسةً عن هذه الصواريخ، جاء فيها :”صواريخ كروز هي منصات جوية دون طيّارٍ تشبه الطائرات المقاتلة الصغيرة، ولأنّ رؤوسها الحربية كبيرة وثقيلة، ومداها طويل عادةً، يُمكن اعتبار صواريخ كروز بمثابة (الأخ الأكبر) لصواريخ كروز (مثل الطائرات المسيرة المتفجرة)، ويُمكن إطلاق صواريخ كروز من الأرض، أوْ من البحر (من السفن)، أوْ من الجو (من الطائرات)، ومن الناحية التشغيلية، تُشبه مهامها مهام صواريخ كروز.”
وتابع: “كما أنّ صواريخ كروز هي طائرات دون طيّارٍ، تعمل عادةً بمحركاتٍ نفاثةٍ، قادرة على حمل رأسٍ حربيٍّ ثقيلٍ نسبيًا لمسافاتٍ طويلةٍ (عشرات، مئات، أوْ حتى آلاف الكيلومترات) وتفجيره على هدف، وفي أول هجومٍ صاروخيٍّ لإيران على إسرائيل في 14 نيسان (أبريل) من العام 2024، أُطلقت عشرات صواريخ كروز على إسرائيل، وقد تمّ اعتراضها جميعًا”، على حدّ زعم مركز الأبحاث الإسرائيليّ.
وطبقًا للدراسة: “أدرك الإيرانيون، الذين تُعتبر قواتهم الجوية ضعيفة نسبيًا وتعتمد على طائراتٍ مقاتلةٍ قديمةٍ استحوذوا عليها في عهد الشاه، الإمكانات الكامنة في صواريخ كروز، فبادروا إلى تطوير مجموعةٍ متكاملةٍ منها. في البداية (أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات)، اشتروا صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز سيلك وورم وسي704 وسي802 من الصين، ثمّ نسخوا الصواريخ الصينية وطوروا نماذج خاصة بهم بناءً عليها: (نور) المُستند إلى سي802، ونصر1 المُستند إلى سي704. ثم أُضيفت إلى هذه الصواريخ نماذج مُحسّنة: رعد وغدير، وفي عام 2006، خلال حرب لبنان الثانية، أطلق حزب الله صاروخًا من طراز سي802 على الأرجح من طراز نور، وهو نسخة إيرانيّة من الصاروخ الصينيّ سي.802 المستوحى من تصميم صاروخ EXOCET الفرنسيّ وصواريخ HARPOON الأمريكيّة”.
وتطرّق الدراسة الصهيونيّة إلى صاروخ (بافيه)، وقالت: “هو صاروخ كروز إيرانيٌّ جديدٌ نسبيًا، تم الكشف عنه في شباط (فبراير) 2023 فقط. يهدف تطويره إلى السماح بمهاجمة الأهداف الأرضيّة على مسافاتٍ طويلةٍ مع تجاوز الحاجة إلى تحقيق التفوق الجوي، ويبلغ مداه 1650 كم. في مرحلة الملاحة المتوسطة، يستخدم نظام توجيه قائم على الملاحة بالقصور الذاتي مدعومًا بنظام ملاحةٍ عبر الأقمار الصناعية. يبدو أنّه في المرحلة الأخيرة من مهاجمة الهدف، يتّم توجيه الصاروخ باستخدام نظامٍ حديثٍ مثل (تيركوم) أوْ (دوسماك)، على الرغم من عدم وجود دليلٍ فوتوغرافيٍّ على ذلك. ويتم طي أسطح التحكم والأجنحة، ربّما للسماح بإطلاق الصاروخ من علبةٍ. يدعي الإيرانيون القدرة على إطلاق هذه الصواريخ في أسرابٍ مع الحفاظ على الاتصال والتنسيق العملياتيّ فيما بينهم، ولكن لا توجد وثائق عامة مفصلة عن ذلك.”
علاوةً على ذلك، أوضحت الدراسة: “تُشكل صواريخ كروز تهديدًا كبيرًا نظرًا لخصائصها التشغيلية التالية: مداها البعيد، التحليق على ارتفاعاتٍ منخفضةٍ مع تجنب أنظمة الكشف، صواريخ كروز شديدة التحمل، وبعضها قادرٌ على حمل أسلحةٍ نوويّةٍ، وبعضها الآخر قادر على تنفيذ مهمته بصمتٍ، دون أيّ اتصالٍ، وقدرة التخفي في صواريخ كروز المستقبليّة، قدرة بعض صواريخ كروز على إصابة أهدافها بدقةٍ، وقدرتها على استبدال طائرات الهجوم المأهولة”.
ومضت الدراسة قائلةً: “ينطبق هذا على الدول التي تمتلك قواتٍ جويّةٍ مثل إيران، وكذلك على الأنظمة مثل (أنصار الله) في اليمن، التي لا تمتلك قوات جوية، ونقل الإيرانيون صواريخ كروز إلى (أنصار الله) في اليمن، بالإضافة إلى صواريخ أرضأرض وطائراتٍ مسيّرةٍ متفجرةٍ. وقد حصل (أنصار الله) من إيران على صواريخ من طراز (سومار) المعروفة بأسماءٍ مختلفةٍ، ربّما مع تحسيناتٍ محليّةٍ، أشهرها نماذج صواريخ القدس المختلفة”.
وشدّدّ البحث في الختام على أنّه “للتعامل بنجاحٍ مع صواريخ كروز، يجب اتخاذ التدابير التالية: تحسين قدرات الاستخبارات التقنية لتكون على دراية تامة بالتهديدات والتطورات الجديدة في هذا المجال، سدّ قنوات الشراء التي تُمكّن من تطوير وإنتاج صواريخ كروز، تحسين وسائل الكشف، مع إعطاء الأولوية لرصد المنصات الجويّة التي تحلق على ارتفاعاتٍ منخفضةٍ، وخاصّةً فوق البحر أوْ مستغلةً ميّزة التخفي التي توفرها التضاريس عند التحليق فوق البر، نشر منظومة صواريخ تابعة للحكومة الإسرائيليّة تغطي جميع طرق التسلل المحتملة نحو البلاد ونحو المواقع المهمة، والحفاظ على يقظةٍ متزايدةٍ للطائرات المقاتلة مع القدرة على النظر إلى الأسفل في أوقات التوتر الأمنيّ، وتطوير القدرات الاستخباراتية لتوجيه ضربةٍ مضادةٍ استباقيّةٍ على المخابئ أوْ مواقع الإطلاق، وأخيرًا تطوير قدرة ردعٍ قاتلةٍ.
