فنّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء، مزاعم إسرائيلية اتهمت حركة “حماس” بإخفاء الدقيق في مخازنها بالقطاع، معتبرا إياها حملة “تضليل ممنهجة” ترتكبها تل أبيب “للهروب من مسؤوليتها الدولية عن استخدام الجوع سلاح حرب” ضد الفلسطينيين.
وفي وقت سابق الأربعاء، نشر متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة تليغرام مقطع فيديو يظهر اقتحام فلسطينيين مستودع أغذية وسط قطاع غزة، وزعم أنه يتبع لحركة “حماس”.
كما تنصل أدرعي في تصريح مقتضب من سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين عبر إغلاق المعابر، وزعم قائلا: “حاولت حماس على مدار أشهر ترويج كذبة التجويع ليتضح أن حماس خبأت أطنانا كبيرة من الطحين في مخازنها”.
وقال المكتب الحكومي في بيان تعقيبا على مزاعم الجيش، إن الاحتلال الإسرائيلي “يُروّج أكاذيب للتغطية على جريمة هندسة التجويع ضد المدنيين وهو من منع المنظمات الدولية من توزيع المساعدات على العائلات الفلسطينية”.
وأضاف: “تابعنا انتشار مقطع فيديو يُظهر قيام عدد من المدنيين الجوعى في قطاع غزة باقتحام مستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة، في المحافظة الوسطى، وهو حادث مؤسف ناتج عن الواقع الإنساني الكارثي الذي يعيشه السكان، بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد وسياسة التجويع الممنهجة”.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي وفي محاولة “مكشوفة للتضليل والتغطية على جريمة التجويع”، سارع إلى إصدار رواية زائفة تزعم أن “حكومة غزة تُخبّئ أطنانًا من الطحين في مخازنها، متّهمًا إيّاها بتجويع السكان”.
ووصف تلك المزاعم بـ”الكذب الصريح والتلفيق المفضوح الذي يندرج ضمن حملة تضليل ممنهجة، تهدف إلى الهروب من المسؤولية الدولية عن استخدام الجوع كسلاح حرب ضد المدنيين، وهي جريمة ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية وفق القانون الدولي”.
وأكد أن حادثة الاقتحام وقعت في مستودع للأغذية العالمي في المحافظة الوسطى، والذي لا علاقة “له بالحكومة بغزة ولا بأي جهة محلية”.
وشدد على أن معلوماته التي أطلقتها منظمات دولية تفيد بأن الجيش الإسرائيلي “منع برنامج الأغذية العالمي من توزيع الطحين والمساعدات الغذائية على المحتاجين وأمر بتوجيهها إلى المخابز فقط ضمن ما بات يُعرف بهندسة التجويع”.
وعن “هندسة التجويع” الإسرائيلية، قال المكتب الحكومي إنها تهدف إلى “التحكم بمصدر القوت الوحيد للسكان، وتحويل المساعدات إلى أداة إذلال وسيطرة، وضمان استمرار تجويع المدنيين والعائلات الفلسطينية”.
وجدد تأكيده على منع إسرائيل دخول آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى قطاع غزة منذ قرابة 90 يوما، مشددا على أن الكارثة الإنسانية بغزة بفعل “سياسة الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة والمتعمّدة”.
الأونروا: نتيجة للحصار
بدورها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، في بيان صدر عن مكتبها الإعلامي في غزة، إنها علمت بـ”الحادث المؤسف الذي وقع في مستودع الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في دير البلح بعد ظهر اليوم (الأربعاء)”.
وتابعت: “للأسف، مرة أخرى، يُجبر الناس على اتخاذ إجراءات يائسة نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر على إدخال الغذاء والإمدادات إلى قطاع غزة”.
وجددت الوكالة الأممية تأكيدها على خلو مخازنها ومراكز التوزيع من المساعدات الغذائية، لافتة إلى أن “آلاف الشاحنات ما زالت تنتظر السماح لها بدخول غزة”.
برنامج الأغذية العالمي يحذر
من جانبه، أكد برنامج الأغذية العالمي في بيان نشره على منصة “إكس”، أن المستودع الذي اقتحمه الفلسطينيون الجوعى الأربعاء، يتبع له.
وقال في البيان إن حشودا من الفلسطينيين الجوعى اقتحموا مستودعهم في مدينة دير البلح بحثا عن إمدادات غذائية، تم تجهيزها مسبقا للتوزيع.
وذكر أن التقارير الأولية تفيد بوفاة شخصين وإصابة عدد نتيجة هذا الاقتحام والتدافع، دون تأكيد المصادر الرسمية الحكومية في غزة.
وحذر من استمرار الظروف المقلقة والمتدهورة في غزة ومخاطر استمرار سياسة الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات.
وطالب بضرورة زيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة وتمكين توزيع الأغذية بشكل منتظم في جميع أنحاء القطاع.
وبتجويع متعمّد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني إلى المجاعة، بإغلاقها معابر قطاع غزة منذ 2 مارس/ آذار الماضي بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.