أعلن الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، رفضه خطة إسرائيل لاحتلال كامل قطاع غزة، داعيا لضغط دولي على تل أبيب لوقف جرائمها وانتهاكاتها وإلزامها بقبول وقف إطلاق النار.
جاء ذلك في القرار الختامي لاجتماع وزراء الخارجية في منظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة غرب السعودية الاثنين، وفق بيان للمنظمة.
وأفاد المجتمعون وفق القرار بـ”الرفض والإدانة الشديدة لإعلان إسرائيل – القوة القائمة بالاحتلال – خطتها فرض الاحتلال والسيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة وأي مخططات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني تحت أي مسميات”.
ودعا القرار مجلس الأمن الدولي إلى “عقد جلسة استثنائية حول العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل”، مشيراً إلى أنه “يوكل وفود الدول الأعضاء في المجلس بالتنسيق مع دولة فلسطين بشأن ذلك”.
كما أدان “الإصرار على توسيع العمليات العسكرية الإجرامية في غزة والإمعان في تجاهل دعاوى وقف الحرب”.

 

وقبل أيام، قررت الحكومة الإسرائيلية تدمير واحتلال كل من مدينة غزة والمنطقة الوسطى، ما أثار رفضا دوليا واسعا وتحذيرات من زيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم.
وأعرب القرار عن “الاستنكار الشديد لرفض إسرائيل الاستجابة للمقترح الأخير للوسطاء (مصر وقطر)، رغم أنه حظي بموافقة الجانب الفلسطيني (قبل نحو أسبوع)، ومن شأنه أن يفضي إلى صفقة مهمة ومحورية لإطلاق سراح الرهائن والأسرى، ووقف إطلاق النار، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية الكافية وبشكل عاجل وفعّال”.
وأكد أنه “يدعم الجهود الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار فوري وشامل، التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى”.

وحمّل القرار “إسرائيل المسؤولية الكاملة عن استمرار العدوان، والتجاهل المتعمد لمبادرات التهدئة، وما يترتب علي ذلك من تفاقم الكارثة الإنسانية، واستمرار احتجاز الرهائن والأسرى، وحرمان المدنيين من المساعدات الإنسانية الأساسية”.
ولمواجهة تفشي المجاعة بغزة، طالب القرار إسرائيل بـ”فتح جميع المعابر وبالسماح العاجل وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية بدون عوائق وبشكل كاف إلى القطاع”.
ودعا المجتمعون وفق القرار “المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والغذائية بشكل فوري وكاف ودون عوائق إلى قطاع غزة”، مؤكدين “ضرورة إحالة ملف جرائم التجويع والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
وأكدوا أن “استمرار إسرائيل في هذا النهج التصعيدي يقوّض فرص التوصل إلى تسوية عاجلة، ويعرّض أمن واستقرار المنطقة لمزيد من المخاطر”.
ودعا القرار “المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والسياسية والإنسانية لوقف هذه السياسات، وإلزام إسرائيل بالاستجابة لمقترحات الوسطاء التي تعاطت مع ما سبق ان طرحته اسرائيل ذاتها”.
والجمعة، أعلنت المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، “حالة المجاعة في مدينة غزة”، وتوقعت امتدادها إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية سبتمبر المقبل.
وأعلن المجتمعون، وفق القرار “رفض وإدانة العبارات التصريحات غير المسؤولة والمتغطرسة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) بشأن ما يسمى رؤية إسرائيل الكبرى”.
وأكدوا أنها “امتداد لخطاب التطرف والتحريض والعدوان على سيادة الدول وانتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وتهديد خطيراً للسلم والأمن الإقليمي والدولي”.
وفي 12 أغسطس/ آب الجاري، قال نتنياهو إنه “مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى”، وتشمل هذه الرؤية، وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من دول عربية، من نهر الفرات إلى نهر االنيل، ما أثار موجة استنكار واسعة النطاق.
وأعربوا “إدانة جريمة اغتيال الصحفيين والإعلاميين الأخيرة في قطاع غزة”، مؤكدين أن “أن ذلك يشكل جريمة حرب، واعتداء على حرية الصحافة ضمن سلسلة انتهاكات اسرائيل الممنهجة ضد وسائل الإعلام والعاملين فيها في الأرض الفلسطينية المحتلة”.
واستشهد 20 فلسطينيا وأصيب آخرون، في وقت سابق الاثنين، خلال قصف إسرائيلي استهدف مجموعة صحفيين وأودى بحياة 5 منهم في مبنى الطوارئ بمجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأكد القرار “ضرورة تولي حكومة دولة فلسطين مسؤولياتها الكاملة في الحكم، والامن في جميع الأرض الفلسطينية المحتلة”.
وشدد المجتمعون على “رفض أي دعوات أو خطط أو سياسات تهدف إلى أي شكل من أشكال التهجير للشعب الفلسطيني داخل أو خارج فلسطين بما في ذلك قطاع غزة أو تغيير التركيبة الديمغرافية فيها”.
وحذروا “كافة الدول من التعاون بشكل مباشر أو غير مباشر مع مخططات التهجير الإسرائيلية لما يشكله أي تعاون محتمل في هذا السياق من انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي الإنساني”.
ودعا القرار “مجلس الأمن الدولي، وتحت الفصل السابع، إلى التحرك العاجل لوقف العدوان الغاشم الذي يقترفه الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته التي تهدف إلى القضاء على فرص تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)”.
وفي وقت سابق الاثنين، انطلق اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، الاثنين، في مدينة جدة السعودية، لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في اجتماع طارئ ترأسه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رئيس الدورة الحالية للمجلس.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 62 ألفا و744 شهيدا، و158 ألفا و259 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلا.

شاركها.