علمت “القدس العربي” من مصادر خاصة أن التصريحات التي أدلها بها مسؤولون أمريكيون مؤخرا حول إمكانية عقد اتفاق تهدئة قريب، ينهي الحرب على قطاع غزة، لا تعبر عن الواقع الحقيقي لما يشهده هذا الملف، فيما نفت الحركة صحة ما أشيع عن وضعها شروطا، من أجل الموافقة على التهدئة المقترحة.
ووفق المعلومات المتوفرة، فإن مشاورات جرت مؤخرا بين عدد من الفصائل الفلسطينية التي لها علاقة بالملف، تخللها تجديد التأكيد على ضرورة وجود ضمانات قوية، بعدم عودة إسرائيل للحرب من جديد ضد غزة، في حال التوصل إلى تهدئة سواء مؤقتة مرتبطة بمدة زمنية أو دائمة.
كما تطلب حماس بأن تكون هناك ضمانات لتنفيذ “البروتوكول الإنساني” بكل بنوده، وفق اتفاق التهدئة السابق الذي انهار بعد انتهاء مدته يوم 2 مارس الماضي، لرفض إسرائيل التقدم في محادثات التهدئة.
“لا اختراق”
وحسب مسؤول في أحد الفصائل الفلسطينية، التي لها علاقة بملف التهدئة، فإنه رغم التصريحات المتتالية لمسؤولين أمريكيين أبرزهم الرئيس دونالد ترامب، عن إمكانية عقد اتفاق تهدئة قريب، حيث كان الحديث عن اتفاق في غضون أسبوعين، إلا أن الحقيقة على الأرض كانت غير ذلك.
الأسبوع الماضي شهد تحركات واتصالات حثيثة من الوسطاء المصريين والقطريين، تخللها بحث الملف والتصورات الجديدة لكيفية التغلب على نقاط الخلاف التي لا تزال قائمة
وأوضح أن الأسبوع الماضي شهد تحركات واتصالات حثيثة من الوسطاء المصريين والقطريين، تخللها بحث الملف والتصورات الجديدة لكيفية التغلب على نقاط الخلاف التي لا تزال قائمة، وأبرزها عدم موافقة إسرائيل على التعهد بعدم العودة للحرب من جديد، بعد أي تهدئة مؤقتة جديدة في حال التوصل إليها، كما فعلت في المرة السابقة، أو في حال الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الاتفاق التي تتحدث عن عمليات الإعمار.
وحسب المسؤول فإن تلك الاتصالات أعقبت بتصريحات لمسؤولين أمريكيين أبرزهم ترامب، أوحت بأن اتفاق التهدئة بات قاب قوسين أو أدنى، غير أنه أكد أن ذلك الأمر “غير صحيح”، وأن هناك “تلاعبا أمريكيا” في الأمر، مرده مشاركة حكومة اليمين الإسرائيلي التي يقودها بنيامين نتنياهو، في تهدئة الشارع الإسرائيلي، الذي عاد للتحرك ضد سياسات الحكومة، والمطالبة بعقد صفقة تبادل تنهي الحرب وتعيد الأسرى الإسرائيليين.
وأكد أيضا أنه حتى اللحظة لم يحدث أي “اختراق”، خلال الاتصالات التي تناولت التهدئة خلال الأسبوع الماضي، وأن أي طرح جديد يحتاج إلى مناقشة وإلى إزالة إسرائيل شروطها السابقة، التي عطلت الاتفاق أكثر من مرة.
نفي حماس
وفي السياق، نفى عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ما نشرته قناة “سكاي نيوز عربية” على لسان مصدر فلسطيني، بخصوص شروط الحركة لقبول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال في تصريح صحافي إنه “لا أساس له من الصحة، ومليء بالأكاذيب المختلقة”، مؤكدا أنه “تلفيق مفضوح لا علاقة له بمواقف الحركة، ونرفضه جملةً وتفصيلاً”.
وقال الرشق “شروط حماس لأي اتفاق واضحة، وتُطرح في العلن، وليس عبر مصادر مجهولة تخدم الاحتلال”.
وأشار إلى أن ما وصفها بـ “الأكاذيب” تهدف إلى حرف الأنظار عن “جرائم الحرب، والتحريض الرخيص” على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، وتشويه مواقفها الثابتة والمعلنة، وقال “حين تعجز المنظومة الصهيونية عن كسر إرادة غزة، تبدأ حملات التشويه الإعلامي المنسقة”.
تهديد ميداني
وفي عملية متكررة تنفذها إسرائيل قبل أي مفاوضات تهدئة تتصاعد وتيرتها أكثر خلال التفاوض، من أجل فرض الشروط، يشهد قطاع غزة في هذه الأوقات تصعيدا عسكريا خطيرا، إذ صدرت أوامر إخلاء جديدة لسكان مدينة غزة وبلدات الشمال، تضاف إلى مناطق أخرى وسط قطاع غزة، صدرت لها أوامر إخلاء قبل يومين.
وقال جيش الاحتلال في بيان التهديد إنه “يعمل بقوة شديدة جداً في هذه المناطق وهذه الأعمال العسكرية سوف تتصاعد، وستشتد وستمتد غربًا الى مركز المدينة لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية”، حسب وصفه، وقال أيضا محرضا “️حماس تضركم وتجلب لكم الكارثة”.