الحوثي الورقة الأخيرة لإيران.. إسرائيل تسعى لإنهاء وكلاء طهران في المنطقة
أكد الكاتب بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الضربة الصاروخية التي أطلقها الحوثيون وسقطت بالقرب من مطار بن غوريون في إسرائيل تحمل دلالات مهمة رغم وصفها بـ”الاستعراض المحدود”.
وأوضح أن أبرز هذه الدلالات هي قدرة الحوثيين على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي إبراهيم عيسى ببرنامج “حديث القاهرة” على قناة “القاهرة والناس”، أشار عبد الفتاح إلى أن إسرائيل تتبنى حاليًا استراتيجية واضحة بالتعاون مع الولايات المتحدة تهدف إلى إنهاء نفوذ إيران في المنطقة من خلال استهداف أذرعها المختلفة، بدءًا من حماس وحزب الله وصولًا إلى الميليشيات في سوريا والحوثيين في اليمن.
واعتبر الباحث أن الحوثيين يمثلون “الورقة الأخيرة” التي تعتمد عليها طهران في مفاوضاتها مع واشنطن. وأوضح أن إيران، التي تفتقر إلى قوات جوية نظامية قوية، تعتمد بشكل كبير على الصواريخ والطائرات المسيّرة كأدوات لخوض حروب غير مباشرة عبر وكلائها المنتشرين في المنطقة.
وأشار عبد الفتاح إلى أن هذا الوضع دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تبني استراتيجية “ما بعد الوكلاء”، بهدف تقويض قدرات هذه الجماعات. وفيما يتعلق بالغارات الإسرائيلية في اليمن، لفت الباحث إلى أن الأهداف تبدو في ظاهرها مدنية، مثل مطار صنعاء وميناء الحديدة، إلا أنها تُستخدم لأغراض عسكرية من قبل الحوثيين، مثل استقبال الدعم الخارجي وتسهيل عملياتهم.
وأكد أن الطبيعة الجغرافية لليمن تخدم الحوثيين وتمنحهم قدرة على الاستمرار في توجيه الضربات.
وتابع قائلًا: “الغارات الإسرائيلية لم تكن عميقة التأثير على الحوثيين حتى الآن، وهو ما يعكس تعقيد المشهد اليمني وقدرة الحوثي على الصمود ميدانيًا، رغم الضغوط العسكرية المتزايدة”.
وبذلك، يرى الباحث أن التصعيد الحالي يعكس سعيًا إسرائيليًا مدعومًا أمريكيًا لإنهاء دور وكلاء إيران في المنطقة، معتبرًا أن الحوثيين يمثلون آخر هذه الأوراق التي تراهن عليها طهران في حساباتها الإقليمية والدولية.