كشف الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، عن الأسباب الكامنة وراء التصعيد الأميركي ضده وضد بلاده، مشيراً إلى مواقفه من فلسطين، وكذلك دور الاستخبارات الأميركية التخريبي في بلاده.

 

وقال بيترو في تصريحٍ: “اليوم، يُدرجونني في قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) لأنني أخبرتُ الشعب الكولومبي أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) دفعت لشركة بيغاسوس الإسرائيلية للالتفاف على القانون الكولومبي في الأراضي الكولومبية بهدف اعتراض الاتصالات”.
وتابع قائلاً: وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ارتكبت جريمة في كولومبيا لا يسمح بها القانون الكولومبي”.
وكان بيترو قد كشف عام 2024 أن مديرية استخبارات الشرطة الكولومبية (DIPOL) اشترت تطبيق التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” في عام 2021، في سياق الاحتجاجات الوطنية ضد الرئيس السابق، إيفان دوكي، وسياساته الاقتصادية.
لكن الجديد فيما تحدث عنه الرئيس الكولومبي اليوم هو دور الاستخبارات الأميركية التي تواطأت مع شركة التجسس الإسرائيلية في استهداف كولومبيا.

 

وبشأن إدارجه في قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، قال بيترو: لم أقم بأي أعمال تجارية قط وليس لدي دولار واحد في الولايات المتحدة وليس هناك حساب لتجميده.
وأشار إلى أنّ “خلاصة ما يحدث اليوم على الصعيد الدولي ليس سوى أن حكومة الولايات المتحدة قررت اختيار المافيا كحليف لها في كولومبيا، وهاجمت من كان يهاجم المافيا ساعياً إلى جعل المجتمع الأميركي نفسه يتوقف عن استهلاك الكثير من الكوكايين”.
ولفت إلى أنّ رجال أعمال وسياسيين مزيفين حثوا اليمين المتطرف في الولايات المتحدة على فرض عقوبات على كولومبيا وعلى رئيسها، موجّهاً كلامه إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول: “يا سيد ترامب، رجال الأعمال والسياسيون المزيفون الذين أصبحوا حلفاءك الآن هم مافيا كولومبيا”.

ad

وأكد أنّ ذريعة مكافحة المخدرات التي تختلقها الولايات المتحدة الأميركية التي لم تقلل غراماً واحداً من استهلاك الكوكايين في المدن الكبرى للولايات المتحدة، هي في الواقع برنامج للسيطرة الاستعمارية على دول أميركا اللاتينية، مشدداً على أنّ أميركا اللاتينية ستكون دائماً حرّة ومستقلة وصاحبة سيادة.
ومن ضمن الأسباب الكامنة وراء التصعيد الأميركي بحق بلاده، قال الرئيس الكولومبي إنها تكمن في مواقف كولومبيا من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإدانتها لها.
وأضاف أنّ “ترامب ونتنياهو شعرا بالوحدة المطلقة في الأمم المتحدة، لأن الإنسانية ازدرتهما، وانفصلت عنهما، وقالت لهما لا نطيع مرتكبي الإبادة الجماعية”.
وفي هذا السياق تابع قائلاً: وأنا وباسم الشعب الكولومبي بأكمله وضعت بذرة صغيرة في الكفاح الذي خاضه العالم من أجل الإنسانية جمعاء لوقف الإبادة الجماعية، وأعتقد أننا أوقفنا الإبادة الجماعية”.
وأشار إلى أنّ “حكومة ترامب لا يجب أن يُرَد عليها بالركوع، بل يُرَد عليها كما فعلت الإنسانية بالفعل، بالوقوف بحزم والخروج إلى الشارع للدفاع عن حقوق الناس، والديمقراطية”.
وفي موقف داعم، أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية رفضها الإجراءات الأميركية المفروضة على الرئيس الكولومبي، ووصفتها بأنها غير قانونية وغير شرعية وذات طابع استعماري جديد، ينتهك القانون الدولي وميثاق لأمم المتحدة.
وقالت كراكاس إن هذه الإجراءات “تستهدف تجريم الرئيس بيترو وتقويض الاستقرار الداخلي في كولومبيا”، مؤكدة أنّ “بيترو هو الزعيم الكولومبي الوحيد الذي واجه بشكل مباشر شبكات تهريب المخدرات”.
وكانت وزارة الخزنة الأميركية قد أصدرت، مساء الجمعة، قراراً يقضي بإدراج الرئيس الكولومبي وعائلته ومسؤولين آخرين في الحكومة الكولومبية، في قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، في خطوةٍ أثارت انتقادات حادة من دول أميركا اللاتينية التي وصفت الإجراء بأنه تدخّل سافر في شؤون دولة ذات سيادة.

شاركها.