“الروبوتات” تفجر مربعات سكنية والغارات توقع عشرات الشهداء وتدمر مشفى رفح بالكامل
عادت قوات جيش الاحتلال واستخدمت من جديد “روبوتات متفجرة”، وفجرت مربعات سكنية، ضمن الخطط الرامية لتهجير ما تبقى من سكان شمال قطاع غزة، وهو ما أدى إلى وقوع مجازر دامية، أسفرت عن سقوط العشرات من المواطنين بينهم أطفال، في وقت كشفت فيه لقطات مصورة جديدة التقطت للمناطق الشرقية لمدينة رفح التي تتعرض لهجوم بري عنيف منذ أكثر من ستة أشهر، أن قوات الاحتلال دمرت مستشفى أبو يوسف النجار.
تفجير منازل وعمليات قصف واسعة
وفي التفاصيل الميدانية، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتكاب قوات الاحتلال ثلاث مجازر ضد العائلات، وصل منها للمستشفيات 50 شهيدا و110 إصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43,972 شهيدا و104,008 إصابة، منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وترافق ذلك مع تحركات جديدة لجيش الاحتلال، الذي قام باقتحام مناطق جديدة في مخيم جباليا ومنطقة مشروع بيت لاهيا.
وجاء ذلك على وقع استمرار الحصار المحكم على مناطق شمالي القطاع، والذي يمنع بموجبه دخول الدواء والطعام للسكان، وهو ما أدى إلى وفاة الكثير من المصابين لعدم توفر الأدوية، أو لعدم القدرة على انتشالهم من تحت ركام المنازل المستهدفة، فيما بات الجميع في تلك المناطق يعانون من “سوء التغذية”.
وفي تصريحات جديدة لمدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية، أكد أن المنظومة الصحية في شمالي القطاع لا تزال تعمل بظروف قاسية للغاية، وهو ما تسبب في وفاة مصابين لعدم وجود مستلزمات طبية، وجراء اعتقال 45 من الكادر الطبي، لافتا إلى أن الاحتلال لا يسمح لوفد طبي دولي الدخول إلى شمالي القطاع للمساعدة في إنقاذ الجرحى.
وقال “لا نعلم إلى متى سنظل نموت أمام مسمع ومشهد العالم ولا يحرك ساكناً”.
وفي مدينة غزة، استمرت هجمات جيش الاحتلال العنيفة على العديد من المناطق. وجاء ذلك في وقت استمرت فيه أيضا الهجمات على المناطق الشمالية الغربية، خاصة تلك القريبة من مناطق التوغل البري في جباليا، وتعرضت أحياء الصفطاوي والمنطقة الساحلية لمدينة غزة للقصف، كما تعرضت أطراف حي الشيخ رضوان لهجمات بالمدفعية.
أما في وسط قطاع غزة، فقد استمرت الهجمات العنيفة خاصة على أطراف مخيم النصيرات الشمالية والغربية.
إلى ذلك فقد استمرت أيضا هجمات الاحتلال المدفعية على حيي الدعوة والمفتي شمال المخيم، وسقطت هناك عدة قذائف وأحدثت دمارا وأصوات انفجارات عالية هزت المخيم، كما استهدفت قوات الاحتلال بالرشاشات الثقيلة المناطق الساحلية للمخيم، وهي مناطق تكثر فيها خيام النازحين.
وشابهت هذه الهجمات ما تعرضت له الأطراف الشمالية والشرقية لمخيم البريج المجاور، والذي يشهد توغلا لقوات الاحتلال في المناطق الحدودية الشرقية، فيما تعرضت كذلك أطراف مدينة دير البلح الشرقية لقصف مدفعي إسرائيلي تزامنًا مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية.
تدمير مشفى رفح
أما في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فقد هاجمت قوات الاحتلال بالمدفعية والرصاص الثقيل أطراف البلدات القريبة من الحدود الشرقية.
وجددت قوات الاحتلال عمليات القصف الجوي والمدفعي العنيف على عدة مناطق في رفح، مع استمرار تحركات الآليات العسكرية، وذكرت مصادر محلية أن الطيران الحربي قصف مباني سكنية وسط المدينة، علاوة عن استهدافات كثيرة وقعت في حيي السعودي وتل السلطان غربا.
هذا وقد جرى تداول مقطع فيديو قصير، يظهر حجم الدمار الذي لحق بمشفى أبو يوسف النجار شرق المدينة، بسبب الهجوم البري لجيش الاحتلال على تلك المنطقة، حيث لم يتبق من المشفى والمنازل المجاورة له سوى بعص الهياكل الخرسانية، ما يشير إلى أن المنطقة تعرضت لعمليات نسف وقصف جوي.
وهذا المشفى كان يعد المستشفى المركزي في مدينة رفح قبل الاجتياح البري، وفيه كان يحول المصابون للمبيت ولإجراء العمليات الجراحية.