اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في سبتمبر 2025 بإعادة نشر قصة الشاب “محمد أبو الحسن شفيق ”ابن محافظة الأقصر، الذي غاب عن الأنظار قبل خمس سنوات كاملة في ظروف غامضة، لتعود حكايته إلى الواجهة من جديد، وكأن الزمن توقف عند لحظة غيابه.

بداية الحكاية

محمد، في الرابعة والعشرين من عمره آنذاك، كان يستعد لزفافه بعد أن أتم تجهيز شقته. في صباح السادس من سبتمبر 2020 خرج لمتابعة أرضه الزراعية التي تبلغ مساحتها خمسة أفدنة، لكنه لم يعد إلى منزله في الوقت المعتاد. الأسرة حاولت الاتصال به، لكن هاتفه كان مغلقًا. لحظات القلق تحولت إلى صدمة عندما وصلوا إلى الأرض ليجدوا دراجته النارية مركونة بلا صاحب، بينما اختفى هو دون أثر.

شهادات العمال 

العمال الذين شاركوه العمل أكدوا أنه دخل بين محصول القصب للاطمئنان عليه، ثم لم يظهر بعدها. لم يسمعوا صرخات، ولم يلاحظوا أي حركة مريبة، لتبقى شهاداتهم غامضة لا تفسر ما حدث.

تحركات أمنية واسعة

عقب تلقي البلاغ، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، وفرضت كردونًا أمنيًا على المنطقة بالكامل. بدأت عمليات تمشيط دقيقة شملت الأرض الزراعية والمناطق المحيطة، كما تم تعميم نشرة بأوصاف الشاب على الكمائن المرورية ونقاط الشرطة.
النيابة العامة بدورها استمعت إلى أقوال الأسرة والعمال وأخلت سبيلهم، لعدم وجود دليل مادي على ارتكاب جريمة، لكن التحقيقات لم تصل إلى خيط يكشف الحقيقة.

ضجة على السوشيال ميديا

مع تعثر البحث الرسمي، تحولت القضية إلى قضية رأي عام. ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات تحمل صورة محمد وتفاصيل اختفائه، وتكررت النداءات للعثور عليه، حتى رصد البعض مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومة. ومع ذلك لم يظهر أي أثر، لتبقى القصة لغزًا حائرًا يعيد نفسه كل عام مع ذكرى غيابه.

وداخل منزل الأسرة، ما زال الغياب حاضرًا في كل تفاصيل الحياة اليومية. مقعد فارغ، أحلام مؤجلة، وقلوب تتمسك بخيط أمل أن يعود في أي لحظة. بالنسبة لهم، محمد لم يمت، بل هو حي في مكان ما، والزمن مؤجل حتى يعود.

ومع حلول سبتمبر 2025، عاد اسم محمد أبو الحسن ليتصدر صفحات التواصل الاجتماعي من جديد، ومعه تعود ذات التساؤلات التي بقيت بلا رد، ليظل ملف اختفائه علامة استفهام كبرى. 

شاركها.