موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

القناة 12 : بعهد ترامب انهيار إسرائيل وشيك لأنّه يتحوّل من وصيٍّ لعدوٍّ بأيّ لحظة استفزازٍ مثل المافيا..

0 2

قال أستاذ العلاقات الدوليّة الإسرائيليّ، البروفيسور يوسي شاين، إنّ الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، يعتبر الكيان دولة واقعة تحت الوصاية، وإسرائيل تتقبل ذلك بخنوعٍ، وعمليًا، اختارت حكومة نتنياهو تبنّي نهج (الوصي – ومن تحت الوصاية) كاستراتيجيّةٍ قوميّةٍ، وأنْ تخضع للوصي عليها، لم يعد هناك دبلوماسيّة، أوْ سياسة مستقلة، نحن ننتظر ما سيقوله ترامب، أوْ توجيهات من مبعوثه الخاص ويتكوف، على حدّ تعبيره.

وتابع في مقالٍ نشره على موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ “يردد نتنياهو وشركاؤه المعزوفة التالية: ترامب يحمينا من إيران، ويمكن أنْ نتفرغ لاغتيال الأعداء من الداخل: أولاً، رئيس الشاباك ورئيس المحكمة العليا والمستشارة القضائية للحكومة”.
وأردف في مقاله، الذي نقلته للعربيّة مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة: “ترامب أيضًا لا يتعامل مع حلفاءٍ آخرين على أنّهم شركاء في القيم، إنّما كجهاتٍ يتّم دعمها، ويجب أنْ تكون شاكرةً. إنّه يحترمهم ما داموا يأكلون من يد السيد، وأحيانًا، من أحد أتباعه”.
وشدّدّ على أنّه “هكذا يفكر ترامب. والأغلبية الأمريكيّة تصفق للإمبراطوريّة التي تفرض الضرائب، بشرط ألّا تنهار البورصة. يعتقد ترامب أنّ أمريكا فقط هي المهمة، والوحيدة، ومن دونها، لا وجود للعالم، ولا غنى عنها والحلفاء ليسوا سوى مُلحقين موقتًا، وفي حال لم يكونوا شاكرين، فإنّهم لا يستحقون الدعم، ستتم معاقبتهم كالأولاد، ويجلسون بخجل أمام الأهالي خلال المحاضرات الأخلاقيّة”.

ورأى أنّ “ترامب يُمكِن أنْ يتحول من وصيٍّ إلى عدوٍّ في أيّ لحظة استفزازٍ، مثل المافيا، وهذا النهج في التعامل مع الحلفاء، عبر الوصاية – المافياوية، يكسر كليًا البنية التاريخيّة القيَمية للغرب. إنّ هذه الوصاية تسمح بصفع الولد وإذلاله، ثم منحه حضنًا صغيرًا، وبعدها الاستخفاف به، وتسمح أيضًا بتوزيع الشهادات الجيدة على الإنجازات، ومعاقبة الولد والإشارة إلى أنّه يتوجب عليه دائمًا إبداء الاحترام للوالد الكبير، ترامب.”
ومضي قائلاً إنّ “الاحترام وعدم الاحترام هما مصطلحان موجودان دائمًا في قاموس الرئيس الأمريكيّ الذي ينبع في الأساس من رؤية أنّ كلّ هذه الشراكة مبنية على رغبة طرفٍ واحدٍ قويٍّ يستطيع الحياة من دون الطرف الضعيف. إسرائيل في عهد نتنياهو تبنّت نهج الوصاية الترامبي هذا، حتى أنّها تدمنه. وفي الوقت الذي يبدو فيه أنّ جيراننا، مثل مصر والأردن، يبحثون عن مساراتٍ بديلةٍ، والسعودية ستحصل على معاملةٍ خاصّةٍ ومختلفةٍ لأنّها تملك الكثير من المال.”
وأشار إلى أنّ “إسرائيل، بالنسبة إلى ترامب، هي قصة حبٍّ للضحية القويّة التي يمكن أنْ تموت في كلّ لحظةٍ، لكن على الرغم من ذلك، فإنّها لا تزال حيّة. يقوم نتنياهو ببناء نموذجٍ الخنوع، ينفّذ كلّ ما يقوله الملك، ويحصل على امتيازاتٍ. والأهم الحفاظ على الائتلاف، إن تحوُّل إسرائيل إلى دولةٍ تحت وصاية ترامب، أصبح في تل أبيب إستراتيجيّة قوميّة.”
وشدّدّ على أنّه “دائمًا ستقول إسرائيل نعم لكلّ ما يطلبه لأنّه يحافظ علينا أكثر ممّا نستطيع أنْ نحافظ على أنفسنا، إنّه الوصيّ الكبير، وإذا أتقنت إسرائيل اللعبة بشكلٍ صحيحٍ، فستحصل على رضاه. لا يوجد لدى إسرائيل دبلوماسيّة مع الأمريكيين، لقد عدنا إلى الوصاية الكلاسيكيّة، أيْ الدبلوماسيّة من دون مكانةٍ سياديّةٍ، التي ميّزت اليهود خلال سنوات الشتات، حين كانت الجاليات اليهوديّة تابعة لحاكم، أوْ ملك، وكان عليها الاعتماد على المبعوثين الخاصين، من دون أنْ تكون لها مناطق حُكم، أوْ دولة، أوْ جيش، وذلك لتفادي الشر”.
 ولفت إلى أنّه “في عهد ترامب، انهيار إسرائيل وشيك دائمًا. صحيح أنّهم يمدحون دولة الابتكار، لكنهم يفهمون أيضًا أنّه يمكن أنْ يتم احتلالها وتشتعل بالنار خلال ساعات، إنْ لم تصل أمريكا للمساعدة. الدولة تحت الوصاية تستجدي، وتشرح أنّ أعداءها في المنطقة هم أعداء أمريكا، وستصل الأمور إلى الشكر على محاربة ترامب لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكيّة، وأيضًا على سياساته ضد اليهود الليبراليين الخوَنة”.
واختتم: “إنّ صهيونية بايدن التي أنقذتنا بعد السابع من أكتوبر، نُسيت. إذًا، ماذا ينتظرنا؟ النتيجة هي استمرار هدم الرواية الصهيونيّة الليبراليّة الرسميّة، وكراهية إسرائيل في أوساطٍ كثيرةٍ تنتظر نهاية ولاية ترامب، سيتذكرون أنّنا صوّتنا ضد أوكرانيا، ومصر ستتذكر أنّنا عاملناها باستخفافٍ، وسيُعاني اليهود جرّاء مزيدٍ من موجات الكراهية. لكن المهم الآن، هو أنّ الأب ترامب يحافظ علينا في الأزمة المقبلة، من دون إستراتيجيّة، ومن دون تعريف للهوية الإسرائيليّة. وبعد أنْ يذهب ترامب؟  لا، سيبقى لدينا عامان إضافيان”، على حدّ تعبيره.

اضف تعليق