قررت لجنة “الأخلاقيات” في الكنيست، اليوم الأربعاء، إبعاد النائب عوفر كسيف، عن جلسات الهيئة العامة ولجان الكنيست لمدة شهرين، وحرمانه من راتبه لمدة أسبوعين، وذلك في أعقاب تقديم 12 شكوى ضدّه، معظمها تتعلّق بتصريحاته ضد الجيش الإسرائيلي، على خلفية رفضه للاحتلال وحرب الإبادة على قطاع غزة.

وفي تعقيبها على القرار، قالت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في بيان، إن لجنة “الأخلاقيات”، “تعمل على تنفيذ الانقلاب السياسي وسرقة الانتخابات القادمة من خلال حملة الملاحقة السياسية ضد النواب العرب واليهود الديمقراطيين الذين يرفضون الصمت إزاء فظائع حرب الإبادة على غزة”.

وأضافت أن “اللجنة قدّمت اليوم قرارًا تعسفيًا في قضية النائب عوفر كسيف، حيث فرضت عليه عقوبة الإبعاد عن الهيئة العامة واللجان لمدة شهرين، إلى جانب اقتطاع جزئي من راتبه، وذلك بعد فترة وجيزة من انتهاء فترة إبعاده السابقة، التي استمرت نصف عام، فقط في شهر أيار/ مايو الماضي”.

وأوضحت الجبهة أن “الكنيست تعمل بالتوازي على إقصاء رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، النائب أيمن عودة، كما تم إبعاد النائبة عايدة توما من الجبهة في بداية الحرب. النواب الثلاثة من الكتلة العربيةاليهودية التي تنادي بالسلام والمساواة استمروا وسيستمرون في قول الحقيقة للجمهور، سواء في ما يتعلق بجرائم الحرب أو بمكافحة نظام الفوقية العرقية الذي يُسقط الأقنعة الديمقراطية”.

واعتبرت أن “هذه المحاولات تأتي ضمن مخطط لشطب الكتلة الوحيدة التي تمثل الصوت المعارض الحقيقي في الكنيست، وهو تمهيد واضح لسرقة الانتخابات القادمة من خلال محاولة شطب الجبهة حينها”.

وأضافت الجبهة أن “هذا القرار هو استمرار مباشر لنهج خطير يتمثل في القمع السياسي وتصفية حرية التعبير، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بأصوات تتحدى حكم اليمين، وتعارض استمرار حرب الإبادة على غزة، ونظام الفصل العنصري في الأراضي المحتلة”.

وتابعت أن “السلطات في إسرائيل تُجنّد بالكامل للدعاية القومية ولإخفاء الحقيقة حول جرائم الحرب، وبالتالي فإن هذه العقوبة ليست عشوائية، بل تهدف إلى التخويف والترهيب لكل من يجرؤ على قول الحقيقة في الحيز العام”.

وشددت الجبهة على أنها “لن تصمت ولن تقبل بتطبيع إقصاء ممثليها بسبب مواقفهم السياسية العادلة”، مؤكدة: “سنناضل معًا، عربًا ويهودًا، ضد حملة نزع الشرعية التي يقودها حكم اليمين، عبر لجان الكنيست ومؤسسات الدولة”.

وختمت بالقول: “يريدون إقصاءنا – لأننا نذكّر بوجود الاحتلال، والتمييز، والفقر، والعنصرية. لكنهم سيفشلون. لن نتنازل!”.

شاركها.