المؤتمر الثالث لكلية الدعوة بالأزهر
نظمت كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر مؤتمرها الدوري الثالث، تحت عنوان “نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن رؤية واقعية استشرافية” برئاسة أ.د. محمد عبد الدايم الجندي الجعفري عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، وبإشراف مقرر المؤتمر أ.د محمد رمضان وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وأمين عام المؤتمر أ.د. صلاح الباجوري وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث.
وزير الأوقاف: الإلحاد خطر فكري يهدد القيم الإيجابية ويفكك المجتمع
وحضور قيادات المؤسسات الدينية؛ انطلاقًا من إيمانها الراسخ بضرورة مناقشة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه العالم الإسلامي، والسعي إلى توحيد الجهود الدعوية لبلورة حلول فعالة، لتعزز وعي فكري سليم يحصن المجتمعات من الأفكار المتطرفة ويواجه الغزو الثقافي بعلم راسخ وفهم مستنير.
وقال فضيلة الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمود الفخراني مساعد الوزير لشئون الامتحانات: إن واجبنا الكشف عن المغالطات التي استخدمها البعض للسطو على ذاكرة الأمة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان الحق، والصواب بالحجة والبرهان، من خلال نشر الفكر الوسطي المستنير في مختلف المجالات، من الدعوة والثقافة إلى التعليم والتربية والإعلام، كما يجب إحلال مناهج الفهم والتفكير والإبداع والابتكار محل مناهج الحفظ والتلقين والتقليد، ويقع على عاتق العلماء والمفكرين والمثقفين وقادة الرأي والفكر مسؤولية عظيمة في خلق حالة من الوعي المستنير واسترداد ذاكرة الأمة، مبينًا أنه لا يمكننا بناء وعي حقيقي دون إدراك حجم التحديات التي تواجهنا، ففهم هذه التحديات هو الخطوة الأولى لوضع حلول ناجحة لها، كما أن إعادة بناء وعي الأمة واسترداد ذاكرتها مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من جميع أفراد المجتمع.
وأضاف وزير الأوقاف، بالمؤتمر الدوري لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، والذي عقد تحت عنوان: «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن»، إن الأمة تواجه مخاطر فكرية جسيمة، تهدد أمنها القومي وتحاول تمزيق كيانها، في ظل استهداف متعدد الجوانب، تسعى فيه ما يعرف بـ”حرب الجيل الرابع” إلى تفكيك المجتمعات وتحليها قيميًّا وأخلاقيًّا، ومن بين أدوات هذه الحرب تُستخدم أفكار مسيسة، مثل “الإلحاد”؛ لإحداث الفوضى الفكرية وانتزاع القيم الإيجابية، من خلال زعزعة إيمان الأفراد بقيمهم ومبادئهم، وإحداث الارتباك في الدين، وإقصاء القيم الإيجابية مثل العدل والمساواة والصدق والأمانة من نفوس الأفراد، بالإضافة إلى إضعاف الرقابة الذاتية التي يُشكلها الدين في نفوس المؤمنين، مما يؤدي إلى سلوكيات خاطئة تهدد استقرار الأمة وتصنع بيئة من الفوضى، وتقسم المجتمع إلى فئات متناحرة.
وبين، أنه لا يكفي الاعتماد على الضمائر لبناء الدول، بل القانون المنظم هو الأساس لمجتمع عادل، فالفوضى بدون نظام تؤدي إلى الفساد، لذلك يجب علينا ترسيخ دولة القانون مع إيقاظ الضمائر وتعميق الحس الإيماني والخوف من الله، ولقد قامت الدول القوية على مزيج من القانون والأخلاق، وهذا المزيج هو الذي سيضمن بناء مجتمعات مزدهرة ونابضة بالحياة تسود فيها العدالة والمساواة ويحترم فيها الجميع القانون وحقوق بعضهم البعض.
وأكد وزير الأٍوقاف، أننا على الرغم من نجاحنا في مكافحة الإرهاب، إلا أننا نواجه اليوم تحديًّا مسيسًّا أخر، لا يقل خطورة وهو إرهاب الإدمان والمخدرات، الذي يهدف إلى إضعاف الدولة، واستغلال الشباب في نشر الانحلال والفساد، كما يسعى أعداؤنا من خلال هذا الخطر إلى تفكيك الأسرة وانتشار الجرائم في مجتمعنا وتراجع الانتاجية.
لذلك؛ نحن بحاجة إلى علاج نفسي وفكري لحماية شبابنًا من الوقوع في براثن هذا الخطر الذي يحدق بهم من قبل أعداء الأمة، من خلال تكثيف برامج التوعية الفكرية والثقافية، وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية في نفوس الشباب؛ حفاظًا عليهم من أخطار الإدمان والمخدرات، وتضافر جهود المؤسسات الثقافية والدينية والإعلامية في سبيل تحقيق هذا الدور، من خلال تشكيل شراكة وطنية فاعلة بين هذه المؤسسات.