موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

الهند “تتباهى” باستعمال مسيَّرات إسرائيلية ضد باكستان.. وإسلام اباد تؤكد إسقاط 77 منها في يومين

0 0

أفادت مصادر عسكرية والتلفزيون الرسمي الباكستاني، الجمعة، بأن باكستان أسقطت “77 مسيّرة” أطلقتها الهند على أراضيها منذ ليل الأربعاءالخميس.

وقال التلفزيون الباكستاني الجمعة “مساء (الخميس) 8 أيار/مايو، أسقطت باكستان 29 مسيّرة هندية فيما تم تدمير 48 مسيرة منذ الليلة الفائتة”.

وأكدت مصادر عسكرية باكستانية هذا العدد، في وقت تتبادل إسلام اباد ونيودلهي الاتهامات بإطلاق كل منهما مسيّرات على أراضي البلد الآخر.

من جهتها قالت وسائل إعلام هندية إن جيش البلاد استهدف رادار نظام دفاع جوي متمركز في مدينة لاهور الباكستانية، بمسيرات إسرائيلية الصنع، فيما نفت إسلام أباد مزاعم الاستهداف.

وذكرت مجلة “الهند اليوم” وصحيفة “تايمز أوف إنديا”، الجمعة، أن الجيش الهندي استهدف أنظمة دفاع جوي باكستانية ردًا على ما قالت إنها هجمات باكستانية على الهند.

وأشارت إلى أن الرادار الموجود في لاهور هو جزء من منظمة دفاع جوي صينية من طراز “HQ9″، واستهدف بمسيرة انتحارية من طراز “هاربي” إسرائيلية الصنع.

بالمقابل، نفى وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارر صحة مزاعم استهداف الرادار، متهما الإعلام الهندي بالتضليل.

المنظومة صينية الصنع HQ9 تشكل نظام دفاع جوي متكامل يشمل أدوات الكشف والتعقب والتدخل ضد التهديدات مثل الطائرات والمسيرات والصواريخ.

والثلاثاء، أعلن الجيش الهندي، إطلاق عملية عسكرية ضد “أهداف” في باكستان وإقليم “آزاد كشمير” المتمتع بحكم ذاتي والخاضع لسيطرتها.

وقال إنه استهدف 9 مواقع وصفها بأنها “بنى إرهابية”، فيما أعلنت حكومة إسلام آباد أن المستهدف 6 مواقع مدنية، ما أسفر عن مقتل 31 شخصًا وإصابة 57 آخرين.

وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 22 أبريل/ نيسان الماضي، عقب إطلاق مسلحين النار على سائحين في بلدة باهالغام بإقليم “جامو وكشمير” الخاضع للإدارة الهندية، ما أسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة آخرين.

تتبادل الاتهامات

وتبادلت الهند وباكستان الاتهامات بشن هجمات عسكرية جديدة اليوم الجمعة باستخدام طائرات مسيرة ومدفعية لليوم الثالث على التوالي في أعتف موجة قتال بين الجارتين منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.

وتدور اشتباكات بين الخصمين القديمين منذ أن قصفت الهند مواقع متعددة في باكستان يوم الأربعاء قالت إنها “معسكرات إرهابيين” ردا على هجوم دام على سائحين هندوس في منطقة كشمير المضطربة الشهر الماضي.

ونفت باكستان ضلوعها في الهجوم، لكن البلدين يتبادلان إطلاق النار والقصف عبر الحدود ويرسلان طائرات مسيرة وصواريخ إلى مجالهما الجوي منذ ذلك الحين مما أسفر عن مقتل نحو 48 شخصا في أعمال العنف.

وفر قرويون من المناطق الحدودية في كلا البلدين، وانقطعت الكهرباء في عدة مدن شهدت أيضا تحذيرات من غارات جوية وتهافت السكان على شراء السلع الأساسية. وأوقفت الهند بطولة الكريكيت “تي 20” بعد توقف مباراة في منتصفها أمس الخميس وإطفاء الأنوار.

وهذه المعارك هي الأكثر دموية منذ صراع محدود بين البلدين في منطقة كارجيل بكشمير في 1999. واستهدفت الهند مدنا في أقاليم البر الرئيسي الباكستاني خارج الشطر الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير لأول مرة منذ الحرب الشاملة التي اندلعت بينهما في عام 1971.

وقال الجيش الهندي إن القوات الباكستانية لجأت إلى “انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار” على طول الحدود الفعلية بين البلدين في كشمير، وهي منطقة يتقاسمان السيطرة عليها لكن يطالب كل منهما بالسيادة الكاملة عليها.

وأضاف “تصدينا لهجمات مسيرات وقمنا بالرد بشكل مناسب على انتهاكات وقف إطلاق النار”، مشيرا إلى أن جميع “المخططات الشريرة” سيتم الرد عليها “بالقوة”.

وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار إن بيان الجيش الهندي “لا أساس له من الصحة ومضلل”، وإن باكستان لم تقم بأي “أعمال هجومية” تستهدف مناطق داخل الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير أو خارج حدود البلاد.

وذكر مسؤولون في الشطر الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير أن خمسة مدنيين، منهم رضيع، قُتلوا وأصيب 29 آخرون في قصف عنيف عبر الحدود خلال الساعات الأولى من صباح اليوم.

وبحسب “رويترز” لم ترد وزارة الدفاع الهندية على طلب للتعليق.

 صفارات الإنذار تدوي 

ووفق “رويترز” قالت قوات أمن الحدود الهندية إنها أحبطت “محاولة تسلل كبرى” في منطقة سامبا بكشمير مساء أمس الخميس. وقال مسؤول أمني طلب عدم نشر اسمه إن القصف المدفعي الثقيل مستمر في منطقة أوري لليوم.

وأضاف المسؤول “اشتعلت النيران في عدة منازل وألحق القصف في قطاع أوري أضرارا بها… وقتلت امرأة وأصيب ثلاثة أشخاص في القصف الذي وقع ليلا”.

ودوت صفارات الإنذار لأكثر من ساعتين اليوم في مدينة أمريتسار الحدودية الهندية التي تضم المعبد الذهبي الذي يقدسه السيخ. وطلبت السلطات من السكان البقاء في منازلهم.

وأعلنت الفنادق انخفاضا حادا في معدلات الإشغال مع فرار السياح من المدينة برا منذ إغلاق المطار.

ونقلت “رويترز” عن مواطن بريطاني طلب عدم نشر اسمه قوله “كنا نود البقاء بشدة، لكن الأصوات العالية وصفارات الإنذار وانقطاع الكهرباء تحرمنا من النوم، تشعر عائلاتنا في الوطن بالقلق علينا، وبالتالي حجزنا سيارة أجرة وسنغادر”.

واتخذت مناطق حدودية أخرى، مثل منطقة بهوج في ولاية غوجارات، تدابير احترازية أيضا اليوم. وقالت سلطات المنطقة إن الحافلات السياحية تقف على أهبة الاستعداد لإجلاء السكان بالقرب من الحدود مع باكستان.

وأُغلقت المدارس ومراكز التدريب في منطقة بيكانير بولاية راجاستان الصحراوية الهندية. وقال سكان المناطق القريبة من الحدود الباكستانية إن السلطات طلبت منهم الانتقال إلى أماكن أبعد وبحث إمكانية الانتقال للعيش مع أقاربهم أو في أماكن الإقامة التي أعلنتها الحكومة.

وأصدرت المديرية العامة للشحن في الهند تعليمات لكل الموانئ والمرافئ والسفن بتعزيز الأمن وسط “تزايد المخاوف من تهديدات محتملة”.

وقالت أنساب، وهي طالبة جامعية في مدينة جامو الهندية، التي كانت من الأماكن التي سمع فيها دوي انفجارات خلال الليل، إن الانفجارات وقعت في حوالي الساعة الرابعة صباحا (2230 بتوقيت غرينتش أمس) وكانت “أكثر عنفا وأعلى صوتا”.

وأضافت “أصبح الصوت عاليا جدا لدقيقتين أو ثلاث، وبدأت النوافذ تهتز كما لو كانت على وشك الكسر”.

وقالت إن الهواء أصبح “يعج بالضباب الدخاني” بعد ذلك.

تحرك دولي وزيارة وزير سعودي 

وحثت قوى عالمية من الولايات المتحدة إلى الصين البلدين على تهدئة التوتر.

وكرر جيه.دي فانس نائب الرئيس الأمريكي أمس الدعوة إلى خفض التصعيد. وقال في برنامج على قناة فوكس نيوز “نريد أن يهدأ الوضع بأسرع وقت ممكن، لكننا لا نستطيع السيطرة على هاتين الدولتين”.

وقال مسؤول باكستاني كبير إن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير من المقرر أن يزور أيضا باكستان اليوم.

وزار الجبير الهند أمس واجتمع مع وزير الخارجية سوبرامانيام جايشانكار الذي قال إنه نقل إليه “وجهة نظر الهند بشأن مكافحة الإرهاب بحزم”.

وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أمام البرلمان إن إسلام اباد “تتحدث يوميا” مع السعودية وقطر والصين بشأن تهدئة الأزمة.

وفي أنقرة التقى وزير الدفاع التركي يشار غولر، اليوم الجمعة، السفير الباكستاني لدى أنقرة يوسف جنيد.

وقالت وزارة الدفاع التركية في منشور على منصة “إكس”: “استقبل وزير الدفاع يشار غولر في مكتبه سفير باكستان الصديقة والشقيقة يوسف جنيد”.

وأرفقت الوزارة منشورها بصور من استقبال الوزير للسفير.

ويشوب التوتر العلاقات بين الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة منذ استقلالهما عن الحكم البريطاني الاستعماري في عام 1947.

وتأتي كشمير، ذات الأغلبية المسلمة، في قلب الصراع بين البلدين اللذين خاضا اثنتين من ثلاث حروب بسببها.

اضف تعليق