في مشهد يلفّه الغموض وتتصاعد حوله الشبهات، أعلنت السلطات الروسية وفاة وزير النقل السابق رومان ستاروفويت منتحرًا، بعد ساعات فقط من صدور مرسوم رئاسي بإقالته من قبل الرئيس فلاديمير بوتين. 

جثة الوزير الروسي تكشف أسرار

الرواية الرسمية تشير إلى انتحار داخل سيارة في ضاحية أودينتسوفو قرب موسكو، حيث عُثر على جثة الوزير السابق مصابة بطلق ناري. لكن خلف هذا الإعلان السريع تقف أسئلة حارقة حول توقيت الوفاة، وملابساتها، وارتباطها بأزمات داخلية متشابكة.

ستاروفويت، الذي تسلّم وزارة النقل في مايو 2024 بعد فترة شائكة كحاكم لمنطقة كورسك الحدودية، بدا لسنوات جزءًا من النخبة الإدارية الموالية للكرملين.

موقف الكرملين 

 لكن تحوّلات مفاجئة أطاحت به من المنصب، دون توضيحات واضحة. 

وسارع المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، سارع إلى التأكيد أن الإقالة “لا تتعلق بفقدان الثقة”، لكنه لم يقدّم أي تفسير بديل، مما فتح الباب واسعًا أمام التكهنات.

انتحار طوعي

في السياق، تتواتر التقارير الإعلامية عن تورط ستاروفويت في قضايا اختلاس مرتبطة ببناء تحصينات عسكرية في كورسك، وهي نفس التهم التي أطاحت بسلفه أليكسي سميرنوف في أبريل الماضي. 

وتشير مصادر من صحيفة “كوميرسانت” وقناة “فيستي” الرسمية إلى أن ستاروفويت كان مهددًا باعتقال وشيك قبل وفاته، ما يضفي مزيدًا من الظلال القاتمة على فرضية “الانتحار الطوعي”.

مأساة الوزير السابق

مأساة الوزير السابق تتزامن مع موجة اضطرابات غير مسبوقة في قطاع الطيران الروسي، حيث أُلغيت مئات الرحلات وأُجّلت أخرى، وسط اتهامات مبهمة بـ”تدخل خارجي” دون تحديد الجهة أو الأسلوب. ترافقت تلك الفوضى مع تصعيد عسكري بين موسكو وكييف، إذ أعلنت روسيا صد أكثر من 400 ضربة أوكرانية، فيما زعمت أوكرانيا استهداف مصنع عسكري حساس قرب موسكو يُستخدم في تصنيع رؤوس حربية لطائرات “شاهد” الإيرانية.

تتكشف هذه الوقائع في وقت تعيش فيه البيروقراطية الروسية حالة من الارتجاج العميق.

وقبل توليه حقيبة النقل في مايو 2024، شغل ستاروفويت منصب حاكم منطقة كورسك، وهي منطقة حدودية شهدت هجمات أوكرانية مفاجئة. 

ورغم مغادرته المنصب قبل تلك التطورات، وجهت له انتقادات بسبب فشل المنظومة الأمنية.

وذكرت وسائل إعلام روسية، بينها قناة “فيستي” الرسمية وصحيفة “كوميرسانت”، أن ستاروفويت كان مهددًا بالاعتقال على خلفية تحقيقات في اختلاس أموال مخصصة لبناء تحصينات عسكرية في منطقة كورسك. 

وتشير التقارير إلى أنه متورط في نفس القضية التي أُوقف بسببها أليكسي سميرنوف، سلفه في المنصب، في أبريل الماضي.

تأتي الحادثة وسط أزمة كبرى في قطاع الطيران الروسي، حيث ألغيت أكثر من 485 رحلة جوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما تأخرت 1,900 رحلة أخرى، في ظل ما وصفته وكالة الطيران الروسية بـ”تدخل خارجي”، دون تقديم تفاصيل.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها اعترضت أكثر من 400 ضربة أوكرانية طويلة المدى، في حين أعلنت أوكرانيا استهداف مصنع للأسلحة شمال موسكو يصنع رؤوسًا حربية حرارية لطائرات “شاهد” المسيرة.

شاركها.