انتهت ليل الإثنينالثلاثاء في شرم الشيخ «وسط أجواء ايجابية» أول جولة من المباحثات بين الوسطاء و«حماس» في إطار المفاوضات الجارية في المنتجع المصري لإنهاء الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في قطاع غزة، بحسب ما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية».

وقالت القناة التلفزيونية المقربة من الاستخبارات المصرية إنّ «المباحثات الأولى بين الوسطاء وحماس بشرم الشيخ انتهت وسط أجواء إيجابية»، مشيرة إلى أنّ اللقاءات ستتواصل الثلاثاء في إطار هذه المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل حول خطة وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب في القطاع الفلسطيني.

من جهتها قالت مصادر في حركة حماس إن الجلسة الأولى التي عقدت بمشاركة وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا، أسفرت عن «وضع خارطة طريق لجولة المفاوضات الحالية وتحديد آلياتها الزمنية». وأبلغ وفد حماس الوسطاء أن استمرار القصف الإسرائيلي في قطاع غزة يشكل «تحديا حقيقيا أمام الإفراج عن الأسرى»، مؤكدا ضرورة وقف العمليات الميدانية لتهيئة الأجواء.
وضم وفد حماس، بحسب المصادر، كلا من خليل الحية وزاهر جبارين، وهما من بين أعضاء الوفد الذي نجا من محاولة اغتيال في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن النقاشات ركزت على ترتيبات وقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وتبادل الأسرى والمحتجزين إلى جانب قضايا إنسانية وإغاثية عاجلة. وأشارت إلى أن الوسطاء يحاولون وضع إطار زمني واضح لعملية التبادل وتثبيت الهدنة على الأرض، متوقعة أن تستمر المفاوضات لعدة أيام بسبب تباين مواقف الجانبين.
وذكرت الإذاعة العبرية أن المحادثات لا تقتصر على القضايا الأمنية، بل تمتد إلى بحث مستقبل إدارة القطاع بعد وقف إطلاق النار، وسط حديث عن تشكيل قوة دولية مؤقتة لتثبيت الاستقرار والإشراف على إعادة الإعمار. وقالت القناة 13 العبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الوفد المفاوض أنه «لن يبدي أي مرونة في بنود خطة ترمب في هذه المرحلة»، مشيرة إلى أن التقديرات الإسرائيلية ترجح أن تكون الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مسار التفاوض.
وفي المقابل، تتمسك حركة حماس وفق مصادر فلسطينية بضرورة وجود ضمانات ورقابة فعالة تضمن التزام إسرائيل ببنود أي اتفاق محتمل، خاصة ما يتعلق بوقف العمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وقال مراقبون فلسطينيون إن الوساطة المصرية تسعى إلى تحقيق توازن بين متطلبات الأمن الإسرائيلي واحتياجات السكان الفلسطينيين الذين يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية، فضلا عن حرص القاهرة على ضمان التزام جميع الأطراف بالاتفاق في حال التوصل إليه، خشية انهياره كما حدث في جولات سابقة.

شاركها.