في خطوة لافتة رغم التوتر القائم مع تل أبيب، أفادت وسائل إعلام تركية أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أصدر تعليمات مباشرة بإرسال فرق إغاثة ومختصّين من هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) إلى قطاع غزة، للمشاركة في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار بعد الحرب، في تحدٍّ واضح للتحفّظات الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة تركية، أنّ فريقًا مؤلفًا من عشرة خبراء في البحث والإنقاذ من محافظة ديار بكر انطلق نحو أنقرة، حيث سيلتحق بفرق أخرى من مختلف الولايات التركية، قبل التوجّه إلى غزة عبر القنوات الإنسانية. وتشمل مهام الفرق التركية – بحسب التقرير – انتشال العالقين تحت الأنقاض، وتنسيق توزيع المساعدات، والمساهمة في معالجة الأزمة الإنسانية التي تشهدها المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة – التي وُصفت بأنها “تجاهل مباشر للاعتراض الإسرائيلي” – بعد أيام على تصريحات إردوغان التي هاجم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهدّد بردّ “قاسٍ” إذا أقدمت إسرائيل على خرق اتفاق وقف إطلاق النار. وكان الرئيس التركي قد لمح سابقًا إلى احتمال استخدام الجيش التركي إذا استؤنفت العمليات العسكرية، معتبرًا أنّ “تداعيات ذلك ستكون خطيرة”.
ورغم العداء العلني بين الجانبين، تشير تقارير دبلوماسية إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى إشراك تركيا ضمن المرحلة الثانية من خطته السياسية لما بعد الحرب، والتي تشمل إنشاء قوة أمنية إقليمية تتولّى الإشراف على قطاع غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي. ووفق هذه التقارير، تعمل واشنطن على حشد دعم دولي للمبادرة، على أن تتولّى أنقرة دورًا ميدانيًا في ملف إعادة الإعمار والإشراف الأمني المؤقت.
في المقابل، أكدت مصادر إسرائيلية لموقع “مكان” أنّ المؤسسة الأمنية في تل أبيب تعارض بشدّة أيّ وجود تركي في غزة، وتعتبره “تسللًا سياسيًا” يهدف إلى توسيع نفوذ أنقرة في المنطقة على حساب السلطة الفلسطينية.
وتأتي هذه التطورات بعد ختام قمة شرم الشيخ للسلام التي شارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث خُصّص جانب من المحادثات لبحث مستقبل إدارة غزة وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار، وسط حديث عن دور تركي محتمل في الإشراف الميداني عبر آلية دولية.