موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

باراك: ترامب لن يُهاجم إيران.. طهران تمتلك ترسانةً عسكريّةً كدولةٍ عظمى واقتصادها أقوى آلاف المرّات من الإسرائيليّ

0 1

منذ أكثر من عقديْن من الزمن يُطلِق رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، التهديدات بتدمير البرنامج النوويّ الإيرانيّ، علمًا أنّ طهران لا تخفي البتة نواياها العمل إستراتيجيًا من أجل شطب دولة الاحتلال عن الخريطة، ولكن اليوم، وباعترافٍ من قادة تل أبيب، باتت الجمهوريّة الإسلاميّة قاب قوسيْن أوْ أدنى من الوصول إلى النوويّ، فيما تُواصِل إسرائيل إطلاق التهديدات الجوفاء، لأنّ الكلّ بات على يقينٍ بأنّه دون مشاركة الولايات المُتحدّة الأمريكيّة لن تتمكّن دولة الاحتلال من إنجاز المهمّة.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة (معاريف) العبرية، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّة في تل أبيب، إنّه “ليس من المؤكد أنّ إسرائيل قادرة على حرب استنزاف مع إيران”، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّه “رغم كلّ الضربات القاسية التي تلقتها طهران، فإنّها لا تزال قوة عظمى تمتلك مئات الآلاف من الصواريخ، واقتصادًا أكبر بمئات المرات من الاقتصاد الإسرائيليّ”، على حدّ تعبيرها

وأضافت الصحيفة، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ “إيران غنية بالمعادن والموارد الطبيعية مثل الغاز والنفط وغيرها”، منوهة إلى أنّ قضية التعامل مع جماعة (أنصار الله) في اليمن تثير قلقًا شديدًا لدى جهاز الأمن الإسرائيليّ، بسبب التحفيز الإيرانيّ على إطلاق المزيد والمزيد من الصواريخ والطائرات المسيّرة.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أكّدت المصادر الإسرائيليّة أنّ “المشكلة مع الحوثيين معقدة جدًا. والأمر لا يتعلق بعدوٍّ عاديٍّ: أولاً، هو بعيد آلاف الكيلومترات عن إسرائيل. هو منتشر على مساحة شاسعة، ومعظمها غير ممسوح. ثانيًا، لا يتعلق الأمر بقوّةٍ عسكريّةٍ حقيقيّةٍ، بل بمجموعاتٍ من القبائل والعصابات التي لا تمتلك موارد عسكرية كبيرة”.
وتابعت: “لقد حاول السعوديون محاربة الحوثيين لسنوات. قتلوا حوالي 400 ألف حوثي، ومع ذلك فلم يظهر الحوثيون علامات على الانهيار “.
وأشارت (معاريف) أيضًا إلى أنّ “إسرائيل تعمل بناءً على تقارير خارجية في إيران. في العام الماضي، نفذت هجمات مباشرة داخل إيران ردًا على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل. صحيح أنّ إيران الآن جريحة، وتلقت ضربة قاسية، وهي تعيد حساباتها. إسرائيل ملتزمة بقيادة حملة لضرب المشروع النووي الإيراني. لا يوجد خلاف حول هذا”.
واستدركت: “لكن السؤال هو: هل لدى إسرائيل القدرة على إدارة حرب استنزاف ضد إيران؟ هذا أمر أكثر تعقيدًا. إيران لا تزال قوة عظمى تمتلك مئات الآلاف من الصواريخ، واقتصادًا أكبر بمئات المرات من الاقتصاد الإسرائيليّ”، طبقًا للمصادر التي اعتمدت عليها الصحيفة العبريّة.
على صلةٍ بما سلف، قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ ووزير الحرب الأسبق، إيهود باراك إنّ “المشكلة هي أنّ إيران هي في الواقع دولة على عتبة النوويّ، أي تملك ما يكفي من المواد المخصبة بدرجةٍ عاليةٍ تكفي لبناء عدة منشآت نووية، ولديها بنى تحتية موزعة ومحصنة جيدًا تسمح لها ببناء سلاحٍ نوويٍّ يمكن تركيبه على رأس صاروخ. لكن هذه أمور من الصعب جدًا على إسرائيل معرفتها والتدخل في استكمالها، أي لا تملك إسرائيل القدرة على القيام بهجومٍ جويٍّ جراحيٍّ من أجل تأجيل وصول إيران إلى النووي لأكثر من شهرين، وليس من الواضح إذا كان الأمريكيون لديهم قدرة كهذه إزاء المنشآت النووية”، على حدّ تعبيره.
وأردف باراك في مقالٍ نشره على موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، ونقلته للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة)، أردف قائلاً: “ومن جهة أُخرى، فمن الممكن جدًا للهجمات المكثفة الأمريكيّة والإسرائيليّة المشتركة التي تستهدف أهدافًا نوويّةً ومنشآت نفطية واقتصادية وبنى تحتية للحرس الثوري إذا استمرت لوقت طويل أنْ تؤدي إلى زعزعة النظام. لكن هذا لن يحدث كما حدث في سورية، إذْ لا يوجد في إيران متمردون يسيطرون على أصفهان أوْ مشهد مدعومون من قوة إقليمية كبيرة مجاورة (كتركيا بالنسبة إلى المتمردين السوريين) وينتظرون لحظة ضعف النظام، إنّما بالعكس، فإيران كبيرة وأكثر استقرارًا من نظام الأسد، على الرغم من الكراهية الكبيرة للنظام بين السكان، ومن الصعب حدوث هذا بسهولةٍ”، طبقًا لأقواله.
وخلُص باراك إلى القول “أميل إلى التقدير أنّ ترامب لن يرغب في أنْ يكون المبادر أوْ القائد لهجوم على إيران، إنّما بعكس ذلك، لأنّ جزءًا من الاتفاق مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا يمكن أنْ يتضمن دورًا لروسيا في كبح جماح إيران. وفي مواقف معيّنة، يمكن أنْ يحاول ترامب استخدام بوتين والصينيين لإقناع إيران بدخول اتفاقٍ نوويٍّ جديدٍ أفضل من الاتفاق السابق (الذي انسحب منه ترامب بتأثير من نتنياهو)”، على حدّ تعبيره.

اضف تعليق