بنص توراتي.. “إسرائيل” توثق إهانتها وتنكيلها بالأسرى الفلسطينيين
عاودت إ”سرائيل”، السبت، انتهاكاتها الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم عبر إجبار أسرى الدفعة السابعة من المرحلة الأولى للصفقة مع حركة حماس على ارتداء قمصان كُتب عليها نص من التوراة يحمل تعبيرا عن نيتها الانتقامية.
وكشفت هيئة البث العبرية الرسمية أن الأسرى الفلسطينيين أجبروا على ارتداء قمصان بيضاء، كُتب عليها من الخلف باللغة العربية “أطارد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى القضاء عليهم”، في إشارة إلى عزم إسرائيل اغتيال أو ملاحقة الأسرى المحررين وإعادة اعتقالهم مجددا.
وهذه العبارة هي نص ورد في سفر المزامير بالتوراة، وتحديدا رقم 37 في المزمور 18.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية، السبت، إن كتابة هذه العبارة إلى جانب شعار مصلحة السجون الإسرائيلية “جاء بتعليمات من مفوض المصلحة كوبي يعقوبي بالتشاور مع مسؤولين أمنيين آخرين”.
وأضافت: “فضلاً عن ذلك، تم تحديث أساور التعريف (يُجبر الأسرى الفلسطينيون على ارتدائها) وباتت تحمل عبارة: الشعب الأبدي لا ينسى.. أطارد أعدائي فأدركهم”.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بدورها أن أسرى فلسطينيين بسجن كتسيعوت (النقب الصحراوي) من المقرر إطلاق سراحهم اليوم، كتبوا على جدران السجن عبارة “لا ننسى ولا نغفر، ولا نركع”، و”كلنا سنموت، ولكن سنموت شهداء”، وذلك ردا على محاولات الإذلال الإسرائيلية وإجبارهم على ارتداء هذه القمصان.
ونقلت الصحيفة عن قائد الأمن في السجن “أفيخاي بن حمو” قوله: “بالتزامن مع تنفيذ المخطط السياسي لإطلاق سراح المختطفين، نعمل على تعزيز الانضباط والسيطرة على السجن وتوجيه القوات للقيام بنشاط عملياتي ضد أي نية للإخلال بالنظام في السجون الأمنية وتشكيل تهديد لحراسها”.
ومن المقرر أن تفرج تل أبيب في وقت لاحق السبت، مقابل إفراج حماس اليوم عن 6 أسرى إسرائيليين أحياء ضمن الدفعة السابعة للمرحلة الأولى من الصفقة، عن 620 أسيرا فلسطينيا، بينهم 50 محكوما بالمؤبد، و60 من الأحكام العليا، و41 من أسرى صفقة ’وفاء الأحرار’ (صفقة جلعاد شاليط) عام 2011، المعاد اعتقالهم، و23 طفلا، وامرأة واحدة، و445 من الفلسطينيين بغزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
والسبت الماضي، وقبيل إطلاق سراح الدفعة السادسة، بثت هيئة البث العبرية صورا للأسرى الفلسطينيين وهم يرتدون قمصانا بيضاء عليها “نجمة داود” الإسرائيلية، وشعار مصلحة السجون إلى جانب عبارة “لا ننسى ولا نغفر” من كلا الجانبين.
و”نجمة داود” هي رمز يهودي مميز، سبق واعتمدته الحركة الصهيونية قبل احتلال فلسطين، وتظهر النجمة السداسية وسط علم إسرائيل.
وجرى تصوير الأسرى بهذه الملابس بشكل مهين وهم واقفون وكذلك من الخلف بعدما إجبارهم على الجثو على ركبهم.
** تصعيد في الإجراءات والرسائل
والأسبوع الماضي، أشارت هيئة البث العبرية إلى “تصعيد جديد في الإجراءات الإسرائيلية” ضد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم.
وقالت تعليقا على رسائل التهديد التي تنقلها تل أبيب من خلال ملابس الأسرى: “يدور الحديث عن صور استثنائية، وفي كل مرة نلحظ تصعيدا في الرسائل التي تنقلها إسرائيل من خلال المعتقلين المفرج عنهم”.
وأوضحت أن مفوض مصلحة السجون كوبي يعقوبي “هو من وجه باتخاذ هذه الإجراءات بحق الأسرى”.
بدوره، انتقد “إليؤور ليفي” محرر الشؤون الفلسطينية بهيئة البث عملية التنكيل النفسي بالأسرى الفلسطينيين، وتساءل: “لماذا يجب أن نكون مثلهم كدولة، نحن لسنا حماس”.
وأضاف: “لست معجبا بقرار مصلحة السجون الإسرائيلية بإلباس السجناء المفرج عنهم رسائل تهديد”.
كما قالت “يديعوت أحرونوت”، آنذاك، إن هذه “ليست المرة الأولى التي يتم فيها التنكيل النفسي بالأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم”.
وتابعت: “في بعض عمليات الإفراج السابقة عن المخربين من السجون الإسرائيلية، تم ربط أساور على أيديهم تحمل عبارة من مصلحة السجون الإسرائيلية وعرض عليهم فيلم عن الدمار في قطاع غزة”.
ومطلع فبراير/ شباط الجاري، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن غضبها إزاء الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع أسرى فلسطينيين خلال إطلاق سراحهم، حيث كانوا “مكبلين بالأصفاد وفي وضع مؤلم”.
ووقتها، نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في نسختها الإنجليزية عن مصدر أمني لم تسمه قوله: “أعرب الصليب الأحمر عن غضبه من الطريقة التي تعاملت بها مصلحة السجون الإسرائيلية مع السجناء الأمنيين خلال إطلاق سراحهم من سجن كتسيعوت اليوم”.
و”كان أكثر ما أثار غضب المنظمة الأممية هو اقتياد الأسرى الفلسطينيين بعد رفع أيديهم المكبلة بالأصفاد خلف رؤوسهم وهو وضع مؤلم”، وفق المصدر ذاته.
وتشمل صفقة “طوفان الأحرار” في مرحلتها الأولى بشكل كلي، الإفراج عن 1737 أسيرا فلسطينيا، حيث تمتد هذه المرحلة 6 أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.