التدخين السلبي أو التعرض غير المباشر لدخان التبغ مصدر قلق صحي متزايد، إلا أن آثاره الخطيرة غالبًا ما يتم التقليل من شأنها فالكثيرون يعتقدون أن أضراره تقتصر على الرئتين والقلب فقط، بينما يغفلون تأثيره العميق على صحة المرأة الإنجابية وانتظام دورتها الشهرية، إذ تؤثر المواد السامة الموجودة في دخان التبغ، مثل النيكوتين وأول أكسيد الكربون، بشكل مباشر على التوازن الهرموني لدى النساء.

ولتسليط الضوء على العلاقة بين التدخين السلبي واضطرابات الدورة الشهرية، تحدث كشف موقع Onlymyhealth استنادا للدكتورة أبارنا دادوال، استشارية أولى في علاج العقم وأطفال الأنابيب بمستشفى ياتارث سوبر التخصصي في جريتر نويدا، التي أوضحت أبعاد هذه المشكلة الصحية.

ما هو التدخين السلبي؟

التدخين السلبي، أو ما يُعرف بالاستنشاق غير المقصود لدخان التبغ، يحدث عندما يتعرض غير المدخنين لدخان السجائر أو السيجار أو الشيشة الصادر من المدخنين أو من طرف السيجارة المشتعلة. 

ولا تقتصر خطورته على كونه مصدر إزعاج، بل يشكل تهديدًا صحيًا حقيقيًا، خاصة في الأماكن الاجتماعية المغلقة مثل الحفلات والنوادي والأماكن العامة. 

وتشير دراسات أبحاث السرطان في المملكة المتحدة إلى أن معظم دخان التبغ غير مرئي، ويمكن أن يبقى عالقًا في الهواء لساعات طويلة، مما يزيد من فرص استنشاقه.

تأثير التدخين السلبي على الدورة الشهرية

أكدت الدكتورة أبارنا دادوال أن دخان التبغ يحتوي على أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية ضارة، من بينها النيكوتين وأول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة، وجميعها تؤثر سلبًا على صحة الدورة الشهرية. فالتعرض المستمر لهذا الدخان قد يؤدي إلى عدم انتظام الدورة، وزيادة حدة آلام الطمث، واضطرابات النوم مثل الأرق.

كما أوضحت أن التعرض لدخان التبغ البيئي خلال مرحلة المراهقة أو في السنوات الأولى من الحياة قد يتسبب في خلل هرموني واضح، نتيجة انخفاض هرموني الإستروجين والبروجسترون، وهما المسؤولان عن تنظيم الدورة الشهرية.

 ويؤدي هذا الخلل إلى اضطرابات في مواعيد الدورة، وضعف عام، وقد يتطور إلى مشكلات تناسلية أكثر تعقيدًا.

مخاطر طويلة المدى على الخصوبة

لا يختلف تأثير التدخين السلبي كثيرًا عن التدخين المباشر، إذ يمكن أن يضر بجودة وكمية البويضات، ويرفع خطر انقطاع الطمث المبكر. وتحذر الدكتورة دادوال من أن المواد الكيميائية في التبغ لا تسبب فقط اضطرابًا في إنتاج الهرمونات، بل قد تؤدي أيضًا إلى تقصير مدة الدورة الشهرية وزيادة وتيرة التبويض، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة الإنجابية للمرأة.

شاركها.