موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

تحليلات إسرائيلية: استئناف الحرب نظري والجيش سيواجه صعوبة بالعودة للقتال

0 2

بدا المحللون الإسرائيليون اليوم، الإثنين، كمن يعتمدون في حل أزمة إسرائيل الداخلية – الانقسام حول اتفاق وقف إطلاق النار، الدعوات لاستئناف الحرب، الشروط التي وضعها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وتراجع عنها، ومطالبة قسم واسع من الإسرائيليين بإنهاء الحرب وتنفيذ تبادل الأسرى بالكامل – على حركة حماس في قطاع غزة، وبالأساس على الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، الذي ستبدأ ولايته الرئاسية اليوم، الإثنين.

وأشار المحلل الأمني في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، إلى أن الفرحة العارمة التي اجتاحت مواطني إسرائيل بالإفراج عن ثلاث أسيرات من المحتجزات في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، هي “إشارة واضحة للحكومة ورؤساء جهاز الأمن، بأنهم ملزمون بإعادة الجميع، حتى آخر المخطوفين، وخاصة أولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة. وإلا، فإن هذا الجرح سيبقى مفتوحا وسيكون لذلك تبعات هدامة على التضامن في المجتمع الإسرائيلي ومعنوياته”.

وأضاف أن “أي انتصار عسكري لن يكون كاملا، وأمن الدولة سيتضرر، إذا لم تتم إعادة جميع المخطوفين والمخطوفات إلى الديار. وذلك بالرغم من الإدراك الواضح أن هذا ينطوي على تحمل مخاطر ستجبي باحتمال كبير ثمنا باهظا بسبب تحرير عدد كبير من المخربين”، أي الأسرى الفلسطينيين.

وتابع بن يشاي، على خلفية تصريحات نتنياهو ووزراءه باستئناف الحرب بعد المرحلة الأولى من تبادل الأسرى، أنه “يجب الاستعداد بجدية للمفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة، والعلم أن من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار متواصل”.

واعتبر أنه “واضح تماما أن دولة إسرائيل لا يمكنها السماح لنفسها باستمرار وجود منظمات وجيوش إرهابية جهادية مسلحة في قطاع غزة”، لكنه استدرك أنه “ينبغي الاعتراف بحقيقة أن حماس ليس منظمة دينية متزمتة وخارجية فرضت نفسها على السكان، وإنما هي تعبير تنظيمي أصيل لرغبات الأغلبية بين مليوني سكان القطاع. ومن النواحي الثقافية والتطلعات والأيديولوجيا، حماس هي غزة وغزة هي حماس”.

ودعا بن يشاي إلى “ضرورة صياغة مطالب إسرائيل بشأن وقف الحرب بمصطلحات عملية وواضحة، ومصطلحات مثل ’القضاء على حماس’ و’انتصار مطلق’ هي تعابير جوفاء وليست مطالب تضعها حكومة تتحلى بالمسؤولية أمام عدو أيديولوجي. فإسرائيل لن تتمكن من قتل وعلى ما يبدو أنها لن تنجح بطرد عناصر حماس وقادتها”.

لكن بن يشاي عاد إلى تكرار تصريحات نتنياهو ووزراءه، معتبرا أن “بإمكان إسرائيل المطالبة بأن يكون قطاع غزة منزوع السلاح وخال من كافة البنية التحتية الإرهابية، وبضمنها الأنفاق ومنصات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والعبوات الناسفة. وإذا لم تكن هناك جهة دولية لإنفاذ ذلك، سيتعين على الجيش الإسرائيلي تنفيذ ذلك بنفسه، حتى لو استغرق هذا الأمر أكثر من سنة”.

وادعى أن على إسرائيل أن تطالب بألا تكون حماس في الحكم في غزة، ومعارضة بقائها كحركة مقاومة مسلحة. لكن بن يشاي اعتبر، بشكل مناقض لما سبق، أنه “ينبغي مطالبة حماس، من خلال الوسطاء، بأن تحرير المخطوفين القادمين لا ينفذ في قلب جمهور منفلت”.

أشار المحلل السياسي في القناة 13، رافيف دروكر، إلى أن تصريحات نتنياهو ومكتبه، في الأيام الأخيرة، إلى محور صلاح الدين (فيالدلفيا) “خطيرة للغاية. فنتنياهو يعلم أن ملحق الاتفاق يقضي بأن على إسرائيل الانسحاب من المحور بين اليومين الـ42 والـ50 للاتفاق، لكنه يلمح إلى أنه لن نصل إلى هناك ولا إلى انسحاب. ويوجد لهذه التصريحات دلالة مثيرة للهلع. فإذا أدركت حماس أن نتنياهو لا يعتزم تطبيق هذا الاتفاق، فإنه لا يوجد احتمال ليحرر المخطوفين في الأسبوع الأخير من المرحلة الحالية، الذي يفترض أن يُحرر فيه 14 مخطوفا، وبعضهم على قيد الحياة على ما يبدو. ونتنياهو يشكل خطرا بشكل متعمد على حياة هؤلاء المخطوفين، وفقط من أجل يهز قليلا أرجوحة بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن أنه قرر البقاء في الحكومة”.

وأضاف دروكر أن “المرحلة الثانية ستخرج إلى حيز التنفيذ فقط إذا قرر ترامب أن يمارس ضغوطا شديدة على نتنياهو. ومطالب نتنياهو الحالية للمرحلة الثانية ستفجر المفاوضات في يومها الأول. فهو يطالب حماس بنزع سلاحها. وهذا مطلب عادل، لكن لا يوجد أي احتمال لأن توافق حماس عليه. والسيناريو الأرجح، هو أنه بمساعدة ضغط ترامب سيجري نتنياهو مفاوضات على الأقل مع اقتراب اليوم الـ42 وربما بعد ذلك أيضا، الأمر الذي سيمدد وقف إطلاق النار”.

لكن وفقا للمحلل العسكري في “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإنه “بعد إخلاء الجيش الإسرائيلي لمحور نيتساريم بشكل نهائي، ستبدأ عودة جماهيرية، لأكثر من مليون غزي، إلى شمال القطاع. وعندها، حتى لو انهار الاتفاق في الأسابيع الستة المقبلة، سيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي العودة إلى القتال”.

وأضاف أن الحديث في إسرائيل حول استئناف الحرب بعد استكمال المرحلة الأولى من تبادل الأسرى، “هو نظري بالأساس حاليا. وزمام الأمور بأيدي ترامب. والوعود الكثيرة التي نثرها نتنياهو على سموتريتش، كي يبقى في الحكومة حتى نهاية المرحلة الأولى، ستصطدم لاحقا مع مطالب ترامب. وإذا أصر الرئيس على أن الحرب في غزة يجب أن تنتهي، سيكون من الصعب على نتنياهو تنفيذ رغبته”.

وأضاف أن “أي أحد تابع الوضع في القطاع، ولم تضلله تصريحات نتنياهو وفذلكات أبواقه، كان بإمكانه منذ فترة أن يتكهن أن هذه ستكون نتيجة الحرب. والحقيقة المحزنة هي أن إسرائيل خسرت بقدر كبير الحرب في 7 أكتوبر 2023. وكل ما فعلته منذئذ كانت محاولة لتقليص الأضرار قليلا. ومن أجل التوصل إلى صفقة لتحرير جميع المخطوفين، فإن المطلوب من إسرائيل تقديم تنازلات ثقيلة”.

وأشار هرئيل إلى أن “أحد الأسباب المركزية للوضع الذي نتواجد فيه ينبع من رفض نتنياهو المتواصل للبحث في أي حل يتناول اليوم التالي لحماس في القطاع، وخاصة في ضلوع السلطة الفلسطينية بأي شكل في إدارة غزة. ومن الجائز أن خطة ترامب، التي تندمج بصفقة أميركية – سعودية – إسرائيلية، ستقود إلى محاولة فرض تسوية أخرى على نتنياهو”.

اضف تعليق