أكد السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، أنه في مقارنة الصورتين بين القدس وشرم الشيخ يوم توقيع الاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار، فإن الصورة الأولى تضم دولتين فقط هما إسرائيل والولايات المتحدة، بينما شرم الشيخ ضمت نحو 30 إلى 40 دولة في صورة تعكس المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي، بالإضافة إلى خطاب الرئيس الذي ألقاه وتناول فيه كافة بنود الخطوة، مؤكدًا أن المشروع العربي في النهاية هو الوصول إلى حل الدولتين.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج “الصورة” الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة “النهار”، في معرض تعليقه على قول الحديدي: بالرغم من أن صورة ترامب يوم توقيع الاتفاق في القدس ضمت دولتين فقط هما إسرائيل وواشنطن، بينما ضمت شرم الشيخ 30 إلى 40 دولة، إلا أنه على ما يبدو أن ميزان القوة في المجتمع الدولي ما زال تتحكم فيه دولتان. ليعلق فهمي قائلاً: “مظبوط، ولكن تناقض إسرائيل مع نص الاتفاق أكبر بكثير من تناقض حماس.”
وأكمل: “ما يعزز الموقف الإقليمي والعربي والدولي أنه على مدار العامين الماضيين اعتقد الكثيرون أن فكرة حل الدولتين ماتت، لكننا تفاجأنا في سبتمبر الماضي بأن عشر دول غربية اعترفت بفلسطين، وحتى ترامب قال إنه لن يقبل بضم الضفة الغربية لإسرائيل. كما شهدنا مظاهرات في أنحاء العالم لدعم فلسطين في ضوء تجاوزات إسرائيل غير الإنسانية، وهنا كانت الرسالة واضحة في مؤتمر شرم الشيخ؛ رئيسان فقط في القدس، ثم أربعون دولة في شرم الشيخ تحسم موقفها.”
وردًا على سؤال الحديدي: هل سيظل الرئيس الأمريكي ترامب ضامنًا لهذا الاتفاق؟ بمعنى، هل كانت مجرد صورة أراد الحصول عليها بالوقوف مع أربعين دولة في شرم الشيخ ليظهر كصانع للسلام، بينما هناك صورة أخرى تختزل المشهد في دولتين أمام اليمين المتطرف في إسرائيل وواشنطن؟ ويظل ضاغط وضامن لتفاق للنهاية
أجاب فهمي قائلاً: “هناك شكل جديد من الدبلوماسية شهدناه خلال العامين الماضيين، وهو ما استحدثه ترامب، نوع من الدبلوماسية النرجسية الشخصية، وهي دبلوماسية ترامب، حيث عزز اهتمام العالم بترامب تلك النرجسية.”
وأوضح، أن ترامب يتعامل مع القضايا كرجل أعمال، من منظور المكسب والخسارة، والقوي والضعيف، وليس من منطلق الحق والباطل.