يستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عشاءً رفيع المستوى في الحديقة الوردية بالبيت الأبيض، يجمع كبار الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، في حدث يعكس توجه إدارته نحو ترسيخ حضور واشنطن في قيادة الثورة الرقمية.
وبحسب البيت الأبيض، تضم قائمة المدعوين بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت، وتيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل، ومارك زوكربيرج رئيس شركة ميتا، إلى جانب العشرات من قادة وادي السيليكون، بينهم سيرجي برين مؤسس جوجل، وسوندار بيتشاي رئيسها التنفيذي، وساتيا ناديلا رئيس مايكروسوفت التنفيذي، إضافة إلى سام ألتمان وجريج بروكمان من شركة OpenAI.
غير أن إيلون ماسك، الملياردير المثير للجدل وحليف ترامب السابق، غاب بشكل لافت عن الدعوة. ويأتي ذلك بعد انفصاله علنًا عن الرئيس الأمريكي عقب خلافات سياسية، أدت إلى تركه منصبه كوزير في “وزارة كفاءة الحكومة” التي أسندت له في بداية الولاية الثانية لترامب.
ويقام العشاء في أجواء غير تقليدية، إذ أعاد ترامب تصميم الحديقة الوردية لتشبه إلى حد كبير ناديه الخاص “مار إيه لاغو” في فلوريدا، حيث نُصبت الطاولات والمظلات لاستضافة ضيوف يمثلون قمة هرم التكنولوجيا العالمية.
ويتزامن هذا الحدث مع إطلاق فريق عمل جديد مختص بتعليم الذكاء الاصطناعي برئاسة السيدة الأولى ميلانيا ترامب، التي أكدت في بيان أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون “كما نتعامل مع أطفالنا: نمكّنهم لكن بتوجيه دقيق”، داعية إلى إعداد الجيل القادم لمواجهة تحديات الثورة الرقمية.
ويُرتقب أن يشارك بعض ضيوف العشاء في الاجتماع الأول للفريق، الذي يركز على وضع رؤية وطنية لتعليم الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في تطوير التعليم والاقتصاد. ويرى مراقبون أن ترامب يسعى عبر هذه المبادرة إلى رسم صورة لإدارته كحاضنة للابتكار، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة منافسة متصاعدة من الصين وأوروبا في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
كما يرى محللون أن غياب ماسك قد يشير إلى اتساع الفجوة بينه وبين ترامب، خصوصًا أن الأول أصبح من أبرز الأصوات المنتقدة لسياسات البيت الأبيض مؤخرًا، ما قد يعكس ملامح انقسام داخل النخبة الاقتصادية الأمريكية حول مستقبل العلاقة بين الحكومة الفيدرالية وشركات التكنولوجيا الكبرى.