استدعت وزارة الخارجية البولندية، الاثنين، سفير إسرائيل يعقوب فينكلشتاين لإجراء “محادثة توضيح عاجلة”، على خلفية اتهام تل أبيب وارسو بالتمييز ضد اليهود خلال الحقبة النازية، وفق إعلام عبري.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “وزارة الخارجية البولندية استدعت اليوم سفير إسرائيل في البلاد لإجراء محادثة توضيح عاجلة”.
وأوضحت أن “استدعاء السفير الإسرائيلي جاء على خلفية تدوينة نشرها متحف ياد فشيم (بالقدس المعني بتخليد ذكرى الهولوكوست) على منصة شركة إكس الأمريكية، جاء فيها: بولندا كانت الدولة الأولى التي اضطر اليهود فيها لارتداء علامة تعريف لعزلهم عن السكان من حولهم”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “التدوينة أثارت حالة من الغضب في وارسو، ورد عليها وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي بالقول: يرجى توخي الدقة بأن هذه كانت بولندا تحت الاحتلال الألماني”.
واجتاحت ألمانيا النازية بولندا عام 1939 إبان الحرب العالمية الثانية، واحتلتها.
وتقول إسرائيل إن نحو 3 ملايين يهودي قتلوا على يد النازيين في بولندا.
ودأبت بولندا على رفض استخدام عبارات مثل “معسكرات الموت البولندية”، لأنها تشير بطريقة ما إلى مشاركتها في المسؤولية عن هذه المذابح.
من جانبه، قال النائب البولندي في البرلمان الأوروبي أركاديوس مولارتشيك، إن “بولندا كانت أول ضحية للحرب العالمية الثانية، وهي لا ترتكب جرائم. كانت المحرقة جريمة ألمانية – وهي حقيقة لا تقبل التفاوض أو إعادة التفسير”، وفق المصدر ذاته.
كذلك، أصدرت السفارة البولندية في إسرائيل بيانا جاء فيه أن “المؤسسة التي يُتوقع أن تحظى بالاحترام لا تُحرّف التاريخ. منذ سبتمبر/ أيلول 1939، خضعت بولندا لاحتلال نازي ألماني وسوفييتي وحشي”.
ووفقا للسفارة، “تتجاهل الادعاءات باتخاذ بولندا إجراءات معادية للسامية هذه الحقيقة وتُشوّه الماضي”.
في أعقاب ردود الفعل، نشرت مؤسسة “ياد فاشيم” تصحيحا للمنشور، مشيرة إلى أن الخطوة اتخذتها “السلطات الألمانية”.
إلا أن بولندا أكدت أن “التصحيح غير كاف”، وأنه كان ينبغي للمؤسسة أن تذكر صراحة “بولندا المحتلة من قبل ألمانيا” أو “السلطات الألمانية المحتلة”، وفق ذات المصدر.
تُضاف هذه القضية إلى سلسلة من التوترات الدبلوماسية والقانونية بين بولندا وإسرائيل خلال السنوات الأخيرة بشأن الصيغ التاريخية للهولوكوست، حيث تُولي وارسو أهمية قصوى للتمييز الواضح بين الدولة البولندية والنظام النازي الذي احتلها وحكمها اعتبارا من عام 1939.
ويأتي في الخلفية أيضا التوتر المستمر المحيط بمقتل عامل الإغاثة البولندي داميان سوبول في قطاع غزة خلال أبريل/نيسان 2024 على يد إسرائيل، وهي قضية تتهم فيها وارسو تل أبيب بعدم التعاون في التحقيق، وفق “يديعوت أحرونوت”.
وقتلت إسرائيل في غارة لها آنذاك 7 من أعضاء فريق منظمة “المطبخ المركزي العالمي” من بينهم سوبول، ما أثار موجة من الانتقادات الدولية.
وأنهى اتفاق دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إبادة جماعية إسرائيلية بغزة استمرت عامين منذ 8 أكتوبر 2023، بدعم من واشنطن خلفت 69 ألفا و756 شهيدا فلسطينيا و170 ألفا و946 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
