موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

تقرير: انقسام داخل إدارة ترامب حول إيران

0 0

يشهد فريق الأمن القومي للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، انقسامًا داخليًا حول الطريقة المثلى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، في وقت بدأ فيه البيت الأبيض فعليًا المفاوضات مع طهران، إلى جانب نشر قاذفات “بي2” وحاملات طائرات كخطة بديلة وتلويحا بالخيار العسكري؛ وذلك بحسب ما ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي، اليوم الأربعاء.

ونقلت الموقع عن مسؤول أميركي مطّلع على النقاشات الداخلية، قوله إن “سياسة واشنطن تجاه إيران ليست واضحة حتى الآن، لأنها لا تزال قيد الصياغة”، معتبرًا أن الملف “سياسي بامتياز ومعقد”. ورغم تباين الآراء داخل الإدارة، إلا أن المسؤولين متفقون على أن غياب اتفاق نووي مع إيران قد يؤدي إلى اندلاع حرب.

ووفق التقرير، عقد ترامب يوم الإثنين اجتماعًا في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، حضره كبار مستشاريه، من بينهم مسؤولون يمثلون المعسكرين المتباينين في وجهة النظر حول إيران.

وأفاد مصدر مطّلع بأن “الاجتماع لم يشهد صراخًا، بل آراء مختلفة”، وعلى حد تعبير المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، فإن “الرئيس يفتخر بأن فريقه يعكس تنوعًا في الآراء، وهو يستمع للجميع قبل اتخاذ القرار الذي يراه في مصلحة الأميركيين”.

ويضم المعسكر المؤيد للحل الدبلوماسي نائب الرئيس جي دي فانس، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، الذي شارك في الجولة الأولى من المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم السبت في سلطنة عُمان، إلى جانب وزير الدفاع بيت هيغسيث. كما يحظى هذا التيار بدعم من شخصيات مؤثرة في أوساط ترامب، مثل الإعلامي تاكر كارلسون.

ويرى المعسكر الذي يقوده فانس، بشكل غير رسمي، أن الحل الدبلوماسي هو الأفضل والممكن، وأن “الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات لتحقيقه”. وصرح مسؤول أميركي آخر بأن فانس منخرطٌ بشكلٍ كبير في مناقشات السياسات حيال إيران.

ويعتقد هذا الفريق أن العمل العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية قد يعرّض الجنود الأميركيين في المنطقة للخطر، ويؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الاقتصاد الأميركي.

في المقابل، يرى معسكر يقوده مستشار الأمن القومي، مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، أنه لا يمكن الوثوق بطهران، ويشككون في إمكانية التوصل إلى اتفاق فعلي يقيّد برنامجها النووي.

ويعتقد هذا المعسكر أن إيران أضعف من أي وقت مضى، ولذلك يجب على الولايات المتحدة ألا تُقدم تنازلات، بل أن تُصرّ على تفكيك طهران لبرنامجها النووي بالكامل، وعليها إما توجيه ضربة مباشرة لإيران أو دعم ضربة إسرائيلية إذا لم تفعل.

ويضم هذا المعسكر كذلك شخصيات بارزة في الكونغرس مثل ليندسي غراهام وتوم كوتون، بالإضافة إلى مؤسسات ضغط مثل “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، التي يرأسها مارك دوبويتز، والذي قال: “السؤال الحقيقي الآن: هل لا يزال ترامب يعتقد أن اتفاق أوباما كان معيبًا؟”.

وتناول التقرير المحادثة التي جمعت ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني في عُمان، السبت الماضي، واستمرت نحو 45 دقيقة، مشيرًا إلى أنها كانت أعلى مستوى من التواصل المباشر بين البلدين منذ عهد إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما.

وبحسب التقرير، فإن ترامب يريد التوصل إلى اتفاق نووي، وأن يتم ذلك بسرعة، ومنح الإيرانيين مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق، لكنه لم يحدد متى تبدأ هذه المهلة.

زيارته نتنياهو الأخيرة إلى البيت الأبيض كانت متوترة

من أبرز المعارضين للنهج الدبلوماسي، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي كانت زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض متوترة، بحسب ما نقل الموقع عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، خاصة خلال النقاش حول إيران.

وأفاد مسؤول أميركي بأن “ترامب استمتع بإحراج نتنياهو”، في إشارة إلى المؤتمر الصحافي المشترك الذي بدا فيه نتنياهو منزعجًا عند إعلان الرئيس الأميركي عن بدء المفاوضات مع إيران.

وقال المسؤول “استمتع الرئيس نوعًا ما بمحاولة الضغط على نتنياهو بشأن إيران. نفس الديناميكية التي رأيتموها في العلن هي ما حدث في السر”.

ويرى مسؤولون أميركيون أن الخلاف بين ترامب ونتنياهو يعكس تباينًا عميقًا في الرؤية حول ضربة عسكرية محتملة ضد إيران، إذ يصر نتنياهو على تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وهو ما يراه بعض مؤيدي الاتفاق في الجانب الأميركي غير واقعي.

وأضاف المسؤول الأميركي “يختلف ترامب ونتنياهو اختلافًا كبيرًا في نظرتهما إلى مسألة توجيه ضربة عسكرية لإيران”. ويرى مسؤولون في إدارة ترامب أن “إصرار نتنياهو على ضرورة تفكيك إيران لبرنامجها النووي بالكامل بموجب أي اتفاق، أمر غير واقعي”.

اضف تعليق