ثيران هائجة تتحكم في مصير المنطقة ..مصطفى ابراهيم
في غزة يحاول الناس النهوض من الرماد وتحدي آلة القتل والدمار وكل الكلمات لا تعبر عن ارادة البقاء والحياة في وسط الدمار وما تبقى من بيوت،. تتجلى قسوة الحياة والموت، الخير والشر، اختيار الحياة. العظام المكسرة تصبح لحماً ودماً.
واسرائيل تصع عنواناً جديداً للمفاوضات ولسان حال نتنياهو يقول اعطوني ما اريد ولاحقا اقضي عليكم، الهدف هو الافراج عن جميع الاسرى الاسرائيليين المختطفين وبعد انتهاء المفاوضات سنستمر بالقضاء على حماس وازالتها من قطاع غزة لضمان عدم تكرار ما جرى في السابع من اكتوبر.
قبل انتهاء المرحلة الاولى من وقف اطلاق النار اتخذ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جملة من القرارات بالتملص من الاتفاق ووضع شروط جديدة.
ومع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف اطلاق النار والذي دفعت بها حماس، وليس اسرائيل فقط التي تحاول الان وضع شروط جديدة والمطالبة بخروج قيادة حماس من غزة وسحب سلاح المقاومة، مع ان الاتفاق لا ينص على ذلك.
في الوقت ذاته يضع نتنياهو كل ثقله خلف خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ووضع خطة التهجير على جدول اعمال الشارع الاسرائيلي وليس الحكومة فقط. ووضع خطة ترامب كهدف من اهداف الحرب وصولا للنصر المطلق.
وحسب محللين عسكريين ، أن إسرائيل تنتهك اتفاق الأسرى، ولم تنسحب من ممر فيلادلفيا، وهي التي تراجعت عن التزامها بوقف الحرب، وترفض الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة.
كما ان نهاية المرحلة الاولى تضع إسرائيل ونتنياهو بالتحديد عند نقطة مهمه باتخاذ قرار والقدرة على تنفيذ طرد قيادة حماس وعدم بقاء حكمها ونزع سلاحها.
وحقيقية ما هي الحرب التي سيعود اليها نتنياهو ومستمر بالتهديد بالعودة للقتال.
وهل المقصود اعادة احتلال قطاع غزة؟ بما أنه لا يوجد نهاية أخرى،والإطاحة بنظام حماس، مع ان كثير من المحللين والخبراء الاسرائيليين يشككون في القدرة على فعل ذلك، وان عملية تهجير الفلسطينين غير واقعية، وان القضاء على حماس ستستغرق سنوات طويلة.
مجرموا الحرب في اسرائيل يقنعون أنفسهم بأن العالم سوف يتسامح مع الحرب، في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. ويروج متعصبونا لفكرة الخلاص من الفلسطينيين من خلال التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
شهدت نهاية الأسبوع وضعاً لا يمكن فهمه، مع سلوك مجنون يشبه التنمر على الساحة الدولية الضربة القاضية التي وجّهها دونالد ترامب إلى فولوديمير زيلينسكي أمام أعين العالم ويعتقد نتنياهو بمهاجمة سوريا بجميع الوسائل، والاستيلاء على نقاط داخل الأراضي السورية والإعلان أن اسرائيل سنبقى فيها إلى الأبد. والتهديد علنا بالتدخل في المواجهة مع النظام السوري الجديد من خلال هجمات الطبران الحربي بالقرب من دمشق ودرعا، وتهديده مع كاتس بعدم التجرؤ على المسّ بدروز مدينة جرمانا القريبة من دمشق.
على الرغم من أن الدروز السوريين لا يطلبون خدمات من إسرائيل في مواجهة الحكم المركزي في سوريا، كذلك يُحكم الجيش الإسرائيلي قبضته على المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، في مخالفة لما ينص عليه القانون الدولي.
وفي الخلفية تتحدث بعض التقارير عن مساعدة إسرائيل للأكراد في شمال سوريا في مواجهة التهديد التركي، في حين تفضل إسرائيل استمرار الوجود الروسي في سوريا، بدلاً من موطىء قدم أكثر عمقاً لتركيا، من الواضح أن السيد الامريكي في البيت أصابه الجنون، ويبحث عن احتكاك عنيف بأيّ ثمن.
ويمارس الجيش الاسرائيلي عمليات قتل وتهجير قسري وطرد آلاف الفلسطينيين من مخيمات اللاجئين جنين وطولكرم في الضفة الغربية، الواقعة في المناطق (أ)، والإيعاز للجيش الاسرائيلي بالاستيطان واطلاق ايدي المستوطنين، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ والتنكر للمرحلة الثانية في المفاوضات.
وهذا ما يجري في قطاع غزة، رغم الانتقادات الدولية ضدها، خاصة أن إعلان إسرائيل عن ذلك جاء في بداية شهر رمضان. والادعاء سيكون أن إسرائيل تمارس تجويع متعمد بحق الفلسطينيين في القطاع.
بينما نتنياهو لا بحترم الاتفاق الذي وقعت عليه اسرائيل في الدوحة، وأنهى المرحلة الأولى. بحسب الاتفاق، كان يجب أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا في الاول من آذار/مارس الجاري. لكن نتنياهو تجاهل ذلك بوقاحة مطلقة تشبه أسلوب وغطرسة ترامب.
وربط رفضه بعدم موافقة حماس على قبول خطة مبعوث الرئيس الاميركي للشرق الاوسط ستيف ويبكوف أي خطة نتنياهو بغلاف ويتكوف الذي بدعم نتنياهو، ويقترح هدوء في شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي في مقابل الافراج عن مزيد من الاسرى الاسرائيليين، أي الإفراج عن الأسرى بالتنقيط، من أجل إرضاء الجمهور الاسرائيلي وبعض العائلات وبالطبع كسب مزيد من الوقت.
من وجهة نظر بعض الاسرائيليين خاصة المعارضة، إن فكرة تمديد المرحلة الأولى فكرة مستحسَنة لو كانت ستوفر الوقت لمناقشة المرحلة الثانية، وتؤدي إلى إطلاق كل الاسرى دفعة واحدة.
لكن نتنياهو لم يكن ينوي الوفاء بالالتزامات المطلوبة منه الانسحاب من القطاع كله وإنهاء الحرب، لذا، فإن وجهته هي نحو استئناف الحرب بحجج كاذبة مفادها أن الضغط العسكري سيعيد المخطوفين.
وطالما أن ترامب يدعم إسرائيل فإنها تتمتع بحصانة، ويستمد نتنياهو قوته من ترامب الذي يسعى إلى إقامة تحالف الفتوة، الذي بهدف تقاسم مناطق التأثير في العالم من زعماء ديكتاتورين وأحزاب فاشية تسيطر على أوروبا وتندمج بسهولة في القارة التي فيها بوتين وترامب هما حليفان.
هذا عالم بإمكان إسرائيل أيضا الاندماج فيه. فهو عالم يحترم القوة، والقوة حاليا بأيدي اسرائيل ويحترم السيطرة على أراض، وهي تحتل فلسطين وتقضم اراضي الضفة الغربية، ونتنياهو يشمئز من القيم الديمقراطية القديمة، ومن حقوق الإنسان والمعاناة الإنسانية، ومن العدالة وسيادة القانون، وهذا الاشمئزاز تمتلكه اسرائيل.
في الخلفية إذا أصرت حماس على رفض مقترح وبتكوف، ومع استمرار الدعم الأميركي لنتنياهو، فإنه من شأن ذلك أن يؤدي إلى استئناف الحرب. وان اسرائيل تتصرف بشكل مغامر ، في جميع الجبهات، لأن رئيسها يشعر أن بإمكانه السماح لنفسه بذلك. وهي لا تتخوف من شن هجمات والسيطرة على مناطق جديدة، ولفترة غير محدودة حاليا، بزعم (الدفاع عن مصالحا الأمنية).
السؤال هو ماذا يقول خرق إسرائيل لالتزاماتها لدول المنطقة حول التزامات إسرائيل؟ وذلك في الوقت الذي استوفت فيه حماس معظم شروط الاتفاق معها،