في مشهد مأساوي هزّ المجتمع التعليمي بمدينة الغردقة، أقدمت محكمة جنايات البحر الأحمر على إحالة أوراق متهم بقتل طليقته داخل إحدى المدارس إلى فضيلة مفتي الجمهورية، بعد اتهامه بارتكاب جريمة قتـ.ل عمد داخل منشأة تعليمية.

المتهم، الذي يحمل صفة “أب” و”زوج سابق”، يقف اليوم في مواجهة أقسى العقوبات، بعدما تحولت غيرته إلى سلاح قاتل، وأنهى حياة والدة طفلتهما على مرأى من أولياء أمور وتلاميذ داخل مدرسة الأحياء الرسمية المتميزة لغات شمال مدينة الغردقة.

سكين الغيرة.. داخل حرم مدرسي

ووفقًا لما توصلت إليه التحقيقات، فإن الواقعة تعود إلى يوم مأساوي حين تلقى اللواء حسن عبدالعزيز، مدير أمن البحر الأحمر حينها، إخطارًا عاجلًا من غرفة عمليات النجدة عن جريمة قـ.تل داخل إحدى المدارس.

وبمجرد انتقال قوة من مباحث قسم شرطة ثان الغردقة إلى الموقع، تبيّن أن سيدة في الثلاثينيات من عمرها قُتـ.لت طعنًا أثناء وجودها في المدرسة لتقديم أوراق التحاق ابنتها الصغيرة بالصف التمهيدي.

لكن ما بدا وكأنه يوم دراسي اعتيادي، سرعان ما تحوّل إلى جريمة دموية، بعد أن تتبع الجاني، وهو مدرس يعمل بالخارج، طليقته إلى المدرسة، وباغتها بعدة طعنات باستخدام سكين أخفاه داخل ملابسه.

“جئت من المنيا لأنهي كل شيء”

التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة كشفت عن تفاصيل صادمة، حيث أقر المتهم خلال استجوابه بأنه سافر خصيصًا من محافظة المنيا إلى الغردقة بعدما علم أن طليقته ستتقدم بأوراق ابنتهما إلى المدرسة.

وادعى الجاني أن خلافات قديمة بينه وبين الضحية حول عملها في الغردقة كانت السبب وراء تصاعد التوتر بينهما، مشيرًا إلى أنه طلب منها مرارًا التوقف عن العمل دون جدوى.

وأضاف أنه قرر مواجهتها، وحمل معه سكينًا بقصد قتلها، ثم انتظرها خارج المدرسة، ولما رآها تدخل، تبعها ونفذ جريمته.

الجريمة لم تمر مرور الكرام، إذ هرع عدد من أولياء الأمور إلى مكان الحادث، وتمكنوا من السيطرة على الجاني إلى حين وصول الشرطة التي ألقت القبض عليه، في مشهد أثار الرعب بين الأطفال والطاقم التعليمي.

القضاء يتحرك.. والحكم المنتظر في نوفمبر

وبناء على نتائج التحقيقات التي قادها المستشار أحمد عبدالمحسن، المحامي العام الأول لنيابات البحر الأحمر، تم توجيه تهمة القتـ.ل العمد مع سبق الإصرار للمتهم، باستخدام أداة حادة، داخل منشأة تعليمية.

وفي جلسة حاسمة عقدتها محكمة جنايات البحر الأحمر، برئاسة المستشار ماجد حميدة، أُعلن عن إحالة المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في تنفيذ حكم الإعدام، مع تحديد يوم 4 نوفمبر المقبل للنطق بالحكم النهائي.

الرأي العام ينتظر كلمة العدالة

جريمة قتـ.ل مطلقة داخل مدرسة لم تكن مجرد واقعة جنائية عادية، بل أثارت تساؤلات عديدة حول الأمن داخل المؤسسات التعليمية، وحدود الخلافات الأسرية حين تتجاوز المنطق لتصل إلى ساحات الدم.

وتبقى أنظار الشارع المصري مشدودة نحو قاعة المحكمة في الجلسة القادمة، ترقّبًا للحظة النطق بالحكم في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل هذا العام، حيث اختلطت مشاعر الألم، والغضب، والذهول، في واقعة أنهت حياة أم.. وشرّدت طفلة، في مشهد لن يُمحى بسهولة من ذاكرة المدينة.

شاركها.