عتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “لا خيار” أمام حزب الله إلا أن يسلّم سلاحه الى الدولة اللبنانية، داعيا اياه إلى أن “يتعظ” من تجربة حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي مقابلة مع وكالة “فرانس برس” من مقرّه في بلدة معراب الجبلية شمال بيروت، قال جعجع وهو أحد أبرز خصوم حزب الله: “لا خيار لدى الحزب إلا أن يسلم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، لأن ثمة دولة وهي أخذت القرار”.
وأضاف: “من المؤكد أن على حزب الله أن يتعظ مما يحدث حاليا مع حماس. هذا سبب إضافي لأن يسلّم سلاحه إلى الدولة في أقرب وقت ممكن”، مضيفا: “حرام إضاعة الوقت”.
وتجري إسرائيل وحركة حماس مفاوضات غير مباشرة في مصر للاتفاق على آلية تطبيق خطة أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي تنص خصوصا على وقف إطلاق نار فوري ونزع سلاح الحركة ومنع أي حضور لها في حكم قطاع غزة، بعد عامين من حرب مدمرة بينها وبين إسرائيل.
ورأى جعجع أن “مسؤولي الحزب يزايدون في الوقت الراهن” برفضهم تسليم سلاحهم إلى الدولة التي وضعت في أغسطس خطة لنزع سلاح الفصيل المدعوم من طهران، على وقع ضغوط من إسرائيل والولايات المتحدة.
وتابع: “لا أفهم كثيرا ما الذي يقومون به، وصراحة أكثر لم أفهم حرب الإسناد التي كان واضحا إلى أين ستصل (..) ولم أفهم 7 أكتوبر. على أي أساس قاموا بهذه الخطوات والى أين وصلوا؟”.
وبدأت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس بهجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل تسبب بمقتل 1219 شخصا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام إسرائيلية رسمية.
وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة في قطاع غزة لا تزال مستمرة، واستشهد فيها أكثر من 67 ألف شخص.
وفتح “حزب الله” مع بدء الحرب، جبهة من جنوب لبنان ضد إسرائيل، دعما لحماس، عُرفت بحرب الإسناد.
وتطورت المواجهة بين الطرفين في سبتمبر 2024 الى مواجهة أكثر عنفا، تكبّد خلالها الحزب خسائر باهظة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية.
ويسري منذ 27 نوفمبر اتفاق لوقف إطلاق النار تمّ التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية، ينصّ على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.
ورأى جعجع الذي يشغل حزبه أكبر كتلة في البرلمان اللبناني، وسبق له أن سلّم سلاحه إلى الدولة اللبنانية بعد مشاركته في الحرب الأهلية (19751990)، أن على السلطة ممثلة برئيس الجمهورية جوزيف عون والحكومة أن تظهر “حزما” أكبر في تطبيق حصر السلاح بيد الدولة.
واعتبر أن الحزب بمعارضته تسليم السلاح “يضع نفسه خارج اللعبة السياسية وخارج القانون، ويجعل نفسه وكأنه متمرد على الدولة”، مضيفا “هذا أمر يضعف موقفه ولا يقويه”.
وقرّرت الحكومة اللبنانية في أغسطس تجريد حزب الله من سلاحه، ووضع الجيش خطة من 5 مراحل لسحب السلاح، في خطوة سارع الحزب الى رفضها، واصفا القرار بأنه “خطيئة”.