فاجأ جندي إسرائيلي أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية بالقول إنه يحاول الانتحار يوميا، وإن حلمه الأكبر هو أن يتلقى رصاصة بين عينيه.
الجندي كان يتحدث أمام اللجنة أمس الأربعاء، بحسب ما نشره الكنيست (البرلمان) على موقعه الإلكتروني الخميس عن مداولات اللجنة التي بحثت مشروع قانون الخدمة العسكرية وتجنيد طلاب المدارس الدينية (الحريديم).
وقال الكنيست: “في افتتاح الجلسة، خاطب جندي مقاتل من لواء غولاني، شارك في حرب السيوف الحديدية (الاسم الإسرائيلي لحرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة) ويعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، أعضاء اللجنة”.
وأضاف: “قال (الجندي) بانفعال: نتعامل مع أمور كثيرة هنا، لكننا في النهاية لا نتعامل مع ما هو مهم حقا”.

 

الجندي تابع: “أنا شاب في الحادية والعشرين من عمري، وحلمي الأكبر، إن سألتموني، هو أن أتلقى رصاصة بين عينيّ. أنا جثة متحركة. أنا شخص ميت”.
وأردف: “هل تعرفون شعور رفع جثث زملائكم الذين كنتم تتشاركون معهم النوم وتتلقون معهم تدريبا أساسيا، ثم ينفجرون أمام أعينكم بعد لحظة؟ فقدت 23 زميلا، وقبل ثلاثة أيام انتحر أحد جنودنا”.
ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قتل 900 عسكري إسرائيلي وأصيب 6 آلاف و218، وفقا لموقع الجيش الذي يواجه اتهامات بإخفاء حصيلة أكبر لخسائره، حفاظا على الروح المعنوية

 

الجندي استطرد: “أرى جثثا أمام عينيّ. ولا أريد أن أعيش، لا أستطيع العيش”.
ومضى قائلا: “من المستحيل الاستمرار على هذا الوضع، وإذا كنا هنا لإنقاذ الأرواح، وإذا لم نستيقظ، فبعد هذه الحرب اللعينة، ستكون هناك موجة انتحارات (هنا). سنرى جثثا في الشوارع”.
والاثنين، انتحر جندي إسرائيلي داخل قاعدة عسكرية، ما رفع عدد العسكريين المنتحرين منذ بداية العام 2025 إلى 18، بحسب هيئة البث الرسمية.
وقال الجندي: “اعتنوا بي، لماذا عليّ أن أصرخ بهذا؟ لماذا علي أن أعاني هذا؟ أن أحاول الانتحار يوميا؟”.
واستطرد: “حاولت الانتحار.. أن أجرح نفسي، كل يديّ جروح. نحن غير مرئيين”، في إشارة إلى عدم اهتمام السلطات الإسرائيلية بالجنود الذين يعانون من اضطرابات ما بعد القتال.
وفي الأسابيع الأخيرة تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تزايد في حالات الانتحار بين عسكريين شاركوا في الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووفقا للكنيست، تركز نقاش لجنة الخارجية والأمن على شروط تأجيل خدمة طلاب المدارس الدينية في الجيش، وإصدار أوامر تأجيل الخدمة، والإعفاء من الخدمة النظامية.
ونقل عن رئيس اللجنة النائب من حزب “الليكود” الحاكم بوعاز بيسموث قوله: “أريد تجنيد الحريديم في الجيش وفقا لاستعدادات الجيش لهذا”.
وتابع: “هناك أمر واحد واضح في جميع الحلول قيد الدراسة، وهو الحاجة إلى زيادة عدد المجندين الحريديم في الجيش كجزء من مواجهة احتياجاته من الأفراد”.
ويضغط الكثير من الجنود وأحزاب المعارضة نحو وجوب عدم إعفاء المتدينين اليهود “الحريديم” من الخدمة العسكرية، فيما يقول الأخيرون إن مهمتهم هي دراسة التوراة، وليس الخدمة العسكرية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت هذه الإبادة 64 ألفا و231 شهيدا و161 ألفا و583 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينيا بينهم 131 طفلا.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

شاركها.