تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم التجارة في المفرقعات واستعمالها؟ ففي هذه الأيام يكثر بين الشباب والأطفال استعمال المفرقعات والألعاب النارية في المواسم المختلفة في الشوارع وبين المحلات والمنازل، وتتوالى علينا من حين لآخر أخبار الحوادث والمصائب التي تصيبهم في أنفسهم، من نحو بتر أصبعٍ، أو إصابة عينٍ، وكذا الإصابة بالحروق المختلفة في الجسد، أو ما تتسبب به من الأذى البالغ للآخرين من المارَّةِ وأصحاب المحلات والمخازن، حيث تتسبب أحيانًا في اشتعال الحرائق وإتلاف الأموال والأنفس، وأقل كل هذا الضرر هو إحداث الضوضاء، وترويع الآمنين.

وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: يَحرُم شرعًا استعمالُ الأفراد المفرقعاتِ والألعابَ الناريَّةَ لأنها وسيلةٌ لإصابة النفس والآخرين بالأذى النفسي والجسدي والمالي، فهي تنشر الذُّعر والضجيج وإزعاج مستحقي الرِّعاية من الأطفال والمُسِنِّين، بل تعدَّى أثرُها وضررُها ليصل إلى إحداث تلفٍ في الأبدان والأعيان، مثل حوادث الحرائق في الأماكن العامة والخاصة، وإصابة مستعملها والمارِّين بالحروق والجراحات، وغيرها مِن الأذى وأنواع الإصابات، فضلًا عما في استعمالها من إهدار الأموال فيما لا نفع فيه.

وتابعت: ويَحرُم كذلك شرعًا المتاجرةُ في المفرقعات والألعاب النارية باعتبارها إعانةً على الحرام، ومتنافيةً مع تعاليم الإسلام السَّمحة، من رعاية حقوق الناس في السِّلم والأمن على أنفسهم وأموالهم، وحقهم في الطمأنينة وتأمين رَوعاتهم.

حكم استخدام الأطفال للألعاب النارية في الأعياد

أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن استخدام الأطفال والمراهقين المفرقعات مثل “البومب” والصواريخ يُعد خطأ شرعيًا، لما يمثله من خطر جسيم على حياتهم وسلامة الآخرين.  

وأوضح خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، اليوم الخميس، أن السماح للأطفال باستخدام هذه المواد يشجعهم على التعامل مع مواد خطرة مثل الديناميت، مما قد يعرضهم للحوادث والإصابات، مشددًا على أن الإسلام ينهى عن إيذاء النفس والآخرين لقوله ﷺ: “لا ضرر ولا ضرار”.  

وأضاف أن الآباء والأمهات يتحملون مسؤولية شرعية في متابعة أبنائهم ومنعهم من شراء هذه المفرقعات، مشيرًا إلى أن إعطاء الأطفال المال دون رقابة قد يوقعهم في تصرفات خاطئة تعرضهم وتعرض غيرهم للخطر.  

كما أشار إلى أن إنفاق المال على هذه المفرقعات يدخل في نطاق التبذير المنهي عنه شرعًا، لافتًا إلى قول الله تعالى: “إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ” (الإسراء: 27)، مؤكدًا أن هناك طرقًا أخرى مشروعة للاحتفال بالأعياد والمناسبات دون إلحاق الضرر بالآخرين.  

شاركها.