حكومة نتنياهو: لن نحترم قرار العليا حول إقالة بار.. الشاباك: الاستخبارات القطريّة نجحت باختراقنا بتجنيدٍ مُذهلٍ لعميليْن..
بات واضحًا وجليًّا كعين الشمس أنّ دولة الاحتلال الإسرائيليّ ذاهبة بخطىً حثيثةٍ نحو أزمةٍ دستوريّةٍ لم تشهد مثيلها منذ إقامتها قبل77 عامًا، وأنّ الأمور تصاعدت بين الطرفيْن المتنازعيْن وقد تصل الأمر بينهما إلى اندلاع حربٍ أهليّةٍ يتّم فيها حرق الأخضر واليابس.
وخرج وزير القضاء، ياريف لفين، وهو المبادر للانقلاب القضائيّ، بتصريحٍ مُثيرٍ أمس قال فيه إنّه إذا اتخذت المحكمة العليا غدًا الثلاثاء قرارًا بعدم إقالة رئيس الشاباك، رونين بار من منصبه، فإنّ حكومة بنيامين نتنياهو لن تعترف بالقرار وتعتبره خارجًا عن القانون، ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، فقد ذهب وزير الاتصالات شلومو قارعي إلى أبعد من ذلك، عندما قال في تصريحٍ تلفزيونيٍّ إنّ الحكومة لن تحترم قرار المحكمة العليا إذا قررت إبقاء رئيس الشاباك في منصبه، على حدّ تعبيره.
وغنيٌّ عن القول إنّ نتنياهو أقدم على إقالة رئيس الشاباك بعد فضيحة (قطر غيت)، التي ما زالت تبعاتها وتداعيتها تستحوذ على الأهمية الكبرى لدى السياسيين والعسكريين والإعلام العبريّ، مع تحذيراتٍ من أنّ عدم احترام الحكومة قرار المحكمة العليا يُعتبر بدايةً لحربٍ أهليّةٍ داخل دولة الاحتلال.
إلى ذلك، حرّض مسؤول سابق في جهاز الشاباك الإسرائيلي على دولة قطر، مشيرًا إلى أنّ أجهزة الاستخبارات القطرية نجحت في اختراق تل أبيب من خلال تجنيد مذهل.
ونقلت صحيفة (معاريف) العبرية عن المسؤول السابق في جهاز الشاباك، إيلان سيغيف، أنّ أجهزة الاستخبارات القطرية نجحت في “اختراقنا من خلال تجنيد مذهل لعميليْن اثنيْن”، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً: “قطر دولة معادية، والقوة التي شهدناها من حماس في 7 أكتوبر لا يمكن نسبها إلّا إلى دولةٍ واحدةٍ وهي قطر، وكلّ مَنْ يساعد عدّوي على التوسع بهذه الطريقة هو عدوي أيضًا”، على حد قوله.
وتواصل الاهتمام والتحريض الإسرائيليّ على خلفية قضية (قطر غيت)، التي تواجه عددًا من المسؤولين في مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وسط اتهامات بوجود فوضى قيادية في تل أبيب.
وقال المحلل الإسرائيلي للشؤون الأمنيّة في القناة الـ 13 العبريّة في صحيفة (معاريف)، ألون بن دافيد، إنّ “الشبهات التي عُرضت هذا الأسبوع في المحكمة، والتي تفيد بأنّ أناسًا من مكتب نتنياهو عملوا ظاهرًا أيضًا كي يدفعوا قدمًا بمصالح قطر، والداعمة الأساسية لحماس، بينما هم يخدمون رئيس وزراء إسرائيل، كفيلة بأنْ تحول علامات الاستفهام إلى علامات تعجب”، طبقًا لأقواله.
وتابع بن دافيد قائلاً: “إذا ما تثبتت الشبهات، وتبينّ أنّ مكتب نتنياهو عمل في خدمة الممولة الأساسية لحماس في ظلّ الحرب، ستثور أيضًا مسألة أهلية نتنياهو لإشغال منصبه، حتى لو ادعى بأنّه لم يكن يعلم بعمل رجاله”، طبقًا لأقواله.
من جانبه، وصف الوزير السابق في صحيفة (إسرائيل اليوم)، يوعز هنديل، ما يحدث بأنّه “فوضى قيادية تستدعي بوصلة”، مضيفًا أنّ “قطر هي دولة عدو، حتى وإنْ لم يتم تعريفها على هذا النحو في القانون، لأنّها تمول حماس ومنظمات أخرى، وتسيطر على قناة (الجزيرة) التي تعمل ضدّ إسرائيل، ولها دور ضخم في بناء البنى التحتية لحماس”.
وذكر هنديل أنّه “لا يوجد أيّ احتمالٍ بأنّ شخصا يعمل في مكتب رئيس الحكومة سيحصل في نفس الوقت على أموالٍ من دولةٍ أجنبيّةٍ، وبالتأكيد من قطر”.
وأردف الوزير الإسرائيليّ السابق: “هناك نفاق كبير في الطريقة التي يتم بها تحديد العلاقة مع قطر بناءً على موقف نتنياهو. قطر كانت تعتبر من قبل العديد من الذين يهاجمون الآن علاقتها بها كلاعبٍ ضروريٍّ، وبالمقابل كانت تعتبر لدى غالبية داعمي الحكومة كعدوٍّ. مَنْ يبحث عن عدم نزاهة سيجدها في كلّ الاتجاهات”، وفق قوله.
من جهته، أكّد الكاتب الإسرائيليّ في صحيفة (معاريف) العبرية بن كسبيت، أنّه “تمّ اختطاف دولة إسرائيل”، مبينًا أنّ “ما يبرهن ذلك فضيحة سرقة الوثائق ومن بعدها فضيحة قطر غيت”.
وأردف قائلاً: “قطر دولة الإخوان المسلمين. الإيديولوجية واضحة: الجهاد والتحريض وتدمير إسرائيل والتطرف وتقويض الأنظمة العربية في البلدان المعتدلة”، داعيًا إلى دعم الدول العربية المعتدلة (مصر والأردن والسعودية والإمارات).
أمّا المُحلِّل الإسرائيليّ المخضرم الكاتب الإسرائيلي في صحيفة (يديعوت أحرونوت) ناحوم برنياع فرأى أنّه “لا يتم الحديث عن أشخاصٍ اختاروا خيانة وطنهم، بل عن جشعٍ لا يختلف كثيرًا عن جشع الإسرائيليين الذين وافقوا على تقديم خدمات استخباراتية لإيران، بعد أنْ وُعدوا بشحنات من العملات المشفرة”.
ورجح برنياع أنْ تكون “الاضطرابات داخل المجتمع الإسرائيلي قد تجعله ينسى أنّ مصطلح (قطر غيت)، قد تصدر العناوين في الماضي”، مشيرًا إلى أنّ “القضية التي انفجرت الآن تعكس الطريقة التي تعمل بها قطر في جميع أنحاء العالم، لشراء النفوذ السياسيّ”.
واختتم: “في جوهرها تكمن القوة المالية الهائلة لقطر التي تكسب ثروتها بشكلٍ رئيسيٍّ من صفقات الغاز. وتجمع الطريقة بين الذراع التجارية والذراع الدبلوماسية واستعدادها للتفاوض مع الجميع. لكن لا يجب أنْ نخطئ، فهي ليست جهة محايدة، وهي في قلب صانعي السياسات، وتدعم الإسلام السياسيّ، ويتجلّى ذلك من خلال رعاية قادة الإخوان المسلمين وحماس وطالبان”، طبقًا لأقواله.